يحيى عليه السلام، أحد أنبياء الله الكرام، يتميز بصفات حميدة ومميزة وفقًا لما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية. فقد ذكر الله تعالى في كتابه العزيز صفات يحيى عليه السلام في سورة آل عمران، حيث قال: "يا يحيى خذ الكتاب بقوة وآتيناه الحكم صبيا وحنانا وزكاة وكان تقيّا وبرّاً بوالديه ولم يكن جبارا عصيا وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا" (آل عمران: 39).
في هذه الآيات الكريمة، نرى أن الله أعطى يحيى عليه السلام الكتاب بقوة، أي فهمه وتطبيقه بشكل صحيح. كما أعطاه الحكم وهو الفهم العميق للكتاب، حتى وهو صبي. بالإضافة إلى ذلك، وصفه الله بالحنان، أي الرحمة والعطف، والزكاة، أي الطهارة من الذنوب والمعاصي. كما كان يحيى عليه السلام تقيّا، أي ممتثلاً لأوامر ربه، وبرّاً بوالديه، ولم يكن جبارا عصيا، أي لم يكن متكبراً عن طاعة ربه أو والديه.
وفي السنة النبوية، روى الحارث الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله أوحى إلى يحيى بن زكريا بخمس كلمات أن يعمل بهن ويأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهن" (رواه الترمذي والنسائي وابن خزيمة والحاكم). هذه الكلمات الخمس تشمل أهمية عدم الشرك بالله، وأهمية الصلاة والصيام والصدقة وذكر الله.
ومن خلال هذه الصفات، نرى أن يحيى عليه السلام كان مثالاً للكمال البشري، حيث كان من صفوة البشر وأتقاهم لله. وقد فضله الله على غيره من الأنبياء، كما جاء في سورة آل عمران: "تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض" (آل عمران: 55).
وفي الختام، نرى أن صفات يحيى عليه السلام تعكس كمال شخصيته وتقواه لله، مما جعله مثالاً يحتذى به في الإيمان والتقوى.
