تُعد القدس مدينة ذات أهمية دينية كبيرة في قلوب المسلمين والمسيحيين على حد سواء. فهي أرض مباركة وفقًا للقرآن الكريم، حيث وصف الله تعالى المسجد الأقصى بأنه "باركنا حوله" في سورة الإسراء (17:1). كما ذُكر أن الأعور الدجال لا يدخل القدس، بل يقتله المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام في منطقة قريبة منها تُعرف بباب لدّ.

للمسجد الأقصى، الذي يقع في القدس، مكانة خاصة في الإسلام. فالصلاة فيه تعدل مائتين وخمسين صلاة، كما ورد في الحديث النبوي الشريف. بالإضافة إلى ذلك، فإن المسجد الأقصى هو ثاني المساجد على الأرض بعد المسجد الحرام، وهو ثالث المساجد التي تشد الرحال إليها. كما كان قبلة المسلمين الأولى لمدة 16-17 شهراً قبل تحويل القبلة إلى الكعبة المشرفة.

كما أن المسجد الأقصى له أهمية دينية كبيرة عند المسيحيين. فهو المكان الذي اعتقدوا فيه أن المسيح مات ودُفن، مما جعله مركزًا ومحورًا رئيسيًا لديهم. وقد اكتسبت القدس أهميتها الدينية عند المسيحيين بعد إعلان الإمبراطور الروماني قسطنطين البدء بتشييد عدد من المعالم المسيحية فيها، مثل كنيسة القيامة عام 326م.

تضم القدس العديد من الكنائس والأديرة المهمة، مثل كنيسة القيامة، وكنيسة القديس توما، وكنيسة مريم المجدلية، وكنيسة القديس بطرس، وكنيسة الجثمانية، وكنيسة مار فرانسيس، ودير العذراء، ودير مار مرقص، ودير مار يعقوب، ودير مار يوحنا المعمدان.

إن أهمية القدس الدينية تعكس الترابط التاريخي والثقافي بين الديانتين الإسلامية والمسيحية، وتؤكد على مكانة هذه المدينة المقدسة في قلوب المؤمنين من مختلف الأديان.