- صاحب المنشور: نهاد بن جلون
ملخص النقاش:
مع تزايد اعتماد الشباب على التقنيات الرقمية الحديثة مثل الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية والإنترنت، ظهرت العديد من القضايا المتعلقة بصحة النفس. هذا التحول السريع نحو العالم الرقمي قد أدى إلى ظواهر جديدة ومخاوف مستجدة فيما يتعلق برفاهية الأفراد خاصة بين جيل الألفية والشباب المعاصرين. سنناقش هنا بعض هذه التأثيرات وتداعياتها المحتملة.
زيادة الشعور بالوحدة والعزلة الاجتماعية
رغم سهولة التواصل التي توفرها وسائل الإعلام الاجتماعي، فإن الاستخدام المكثف لها يمكن أن يؤدي إلى شعور مزمن بالعزلة الاجتماعية والوحدة. تشير الدراسات إلى أن الأشخاص الذين يقضون وقتاً طويلاً عبر الإنترنت يميلون إلى تقليل الوقت الذي يقضونه مع الآخرين شخصياً، وهو ما قد يسبب مشاعر الوحدة واضطراب نفسي آخر.
الضغوط الناجمة عن المقارنة المستمرة
غالباً ما يعرض المستخدمون لأفضل لحظات حياة غيرهم عبر الإنترنت مما يخلق بيئة من المنافسة والمقارنة الدائمة بين الذات وأقرانها، وهذا يمكن أن يساهم في ظهور حالات نفسية كالقلق والاكتئاب لدى الشبان.
انتشار المعلومات الخاطئة والتأثير السلبي عليها
إن سرعة نشر الأخبار الكاذبة أو المغلوطة عبر شبكات التواصل الاجتماعي تتطلب مستوى أعلى من التعليم حول كيفية التحقق من صحتها قبل تصديقها بنسبة كبيرة من الناس وتنفيذها بسرعة بدون تفكير عميق. وقد يؤثر ذلك بشدة على الحالة النفسية للأفراد خصوصًا عندما تتضمن تلك الرسائل مواضيع مثيرة للجدل أو ذات تأثير مباشر عليهم كالأخبار السياسية العالمية والصحة وغيرها.
قلة النوم بسبب استخدام الشاشات قبل النوم مباشرة
عندما يستخدم الأطفال والمراهقون أجهزتهم الإلكترونية بالقرب من موعد نومهم، فإنه ينخفض إنتاج هرمون "الميلاتونين"، المسؤول عن تنظيم دورة النوم والاستيقاظ الطبيعية للجسم. وبالتالي، يحدث اضطرابات بالنوم والتي ترتبط بتدهور كبير فى الصحة العامة والنفسية أيضاً.
في ختام الأمر، بينما توفر لنا التكنولوجيا الكثير من الفرص والإمكانيات الجديدة للحياة اليومية، إلا أنها تحمل أيضًا مخاطر مهمّة إذا لم يتم التعامل معها بعناية مناسبة ووعي كامل بمسببات الأمراض النفسية المرتبطة بها واتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة لتجنب آثار جانبية ضارة محتملة . ومن أجل تحقيق توازن أفضل بين الفوائد والتحديات، من الواجب تعزيز الثقافة المتمثلة في الرصد الآمن لاستخدام الأدوات الرقمية جنبا لجانب مع تعليم الأسرة وتعريف المجتمع بأخطار الإسراف واستخدام الهاتف المحمول بطرق مضرة بالشخص نفسه وعلى صحته البدنيه والجسديه كذلك.