إن بر الوالدين ليس مجرد واجب ديني فقط بل هو دليل محبة وإخلاص لله سبحانه وتعالى. حتى بعد رحيل والدينا إلى الدار الآخرة، هناك العديد من الأعمال التي يمكنها أن تستمر في تحقيق الفضل والثواب لهم.
في الإسلام، يُعتبر الصلاة والاستغفار لأرواح الأموات عملًا صالحًا يجلب الرحمة والمغفرة لآبائنا المتوفين. كما أن زيارة قبورهم والعناية بها تعد أيضًا من طرق البر، فكما قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له."
بالإضافة إلى ذلك، فإن الصدقات التي تقدم باسم الأموات لها قيمة خاصة. روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله يقول: «إِنَّ مِنْ أَحَبِّ الأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ تَعَالى سُرُورٌ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ». وهذا يشمل الفرحة التي قد تشعر بها الروح عندما تعرف بأن أعمال الخير مستمرة باسمها.
أخيرًا وليس آخرًا، الدعاء المستمر للأبوين يعد أحد أهم الطرق لتقديم العطاء لهم بشكل غير مباشر. هذا لأن الدعاء يرتقي إلى السماء ولا يقع منه شيء حسب الحديث الشريف "الدعاء لا يرد بين الكاف والنون". وبالتالي، دعوة الابنين للوالدين تأتي مباشرة أمام عرش الرحمن وتكون سببًا رئيسيًا للحصول على المغفرة والشفاعة.
وفي النهاية، يعكس بر الوالدين حتى بعد الموت قوة إيماننا ويظهر مدى حرص المسلمين على طاعة رب العالمين والإحسان لأوليائهم الذين هم أبوانهم.