يعدُّ جسم الإنسان معجزة حقيقية تُظهر تنوع المهارات والفهم العميق لدى خالق الكون سبحانه وتعالى. إنَّ هذا التكوين المعقد والمتكامل يؤكد بأن كل جانب منه ليس مصادفة بل نتاج حكمته وكلماته الخاصة "إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ". دعونا نستعرض بعضاً من هذه المظاهر الرائعة لقوة وحكمة الله تعالى في خلق البشر.
أولاً، يُعتبر الجهاز العصبي أحد أكثر الأنظمة تعقيداً داخل الجسم البشري. يحتوي الدماغ بمفرده على مليار خلية عصبية، تعمل بلا انقطاع لإدارة وظائف مختلفة مثل التفكير والحركة والإحساس. كما يربط بين تلك الوحدات الصغيرة شبكة دقيقة ومترابطة جداً من الأعصاب والألياف العصبية التي تسمح بالتواصل الفوري تقريباً عبر مختلف مناطق الجسد. إنها حقاً هندسة فائقة التعقيد تتطلب معرفة وخبرة لا نهائية لتتمكن منها، وهي دليل واضح على يد القدرة الالهية.
ثانياً، نظام القلب والأوعية الدموية هو الآخر مثال مذهل للابتكار الطبيعي. يتمتع القلب البشري بحجم ثمرة البرتقال ولكنه يقوم بتدفق كميات هائلة من الدم يومياً إلى جميع خلايا وأنسجة الجسم الحيوية؛ وهو ما يعادل ثلاثة أكواب كبيرة بالدقيقة! وهذا الأمر مستمر طيلة الحياة بدون توقفات مزمعة أو غير مزمعة إلا عند انتهاء العمر الزمني للإنسان وفق مشيئة الرب. فهو يشهد على دقة النسب الهندسية ومعرفة خارقة بحاجة أجسامنا للمغذيات والمواد الأخرى الضرورية لبقاء حياتها وإتمام دورات عمليات الاستقلاب المختلفة فيها.
إن هيكل الجلد أيضاً يستحق الدراسة لما فيه من خصائص فريدة توضح رحمة وخلق رب العالمين. يحافظ بشرة الانسان على درجة حرارة ثابتة رغم التقلبات البيئية المتغيرة حولنا وذلك باستخدام آليات تنظيم الحراري لديه كالعرق والتعرق والتوسعات/التقلصات الوعائية وغير ذلك مما يسمح له بالحفاظ على توازن داخلي ضد عوامل عدة خارجية وبمستويات حرارية مقبولة دائماً للحياة الداخلية للجسم. كذلك فإن طبقات جلد الإنسان متعددة وتحتوي مواد قيمة كتلك الموجودة بالأدمة والتي تحتوي بدورها عدة أشياء مفيدة كالبروتينات والمعادن وغيرهما الكثير بنسب محسوبة وموازنة بشكل يفوق تصورات الإنسانية المجردة. بالإضافة لذلك، تم ترتيب بصيلات الشعر بطرق منظمة للغاية بحيث أنها تغطي معظم سطح جلده بما يساعده على حماية نفسه أكثر فأكثر ويمنحه مظهراً جماليا جذاباً بإذن الواحد القهار.
في النهاية يبقى أمامنا ذكر عجائب نظامه المناعي المتخصص والذي يعمل كنظام دفاع رئيسي ضد دخلاء محتملين سواء كانوا بكتريا ضارة أم فيروسات مثيرة للأمراض الخطرة والتي تطال ملايين الأشخاص سنوياً ولم تجد لها تفسيرا سوى بأسرار عالم الغيب وعظمة التدبير الإلهي لكل مخلوقات الأرض وسكان سماواتها أيضا. إنه بالفعل عمل روائع مدبرٌ بها منذ القدم قبل ولادتنا بفترة طويلة حسب علم الرحمن الرحيم جل جلاله والإشارة إليه عز وجل قائلا:" وَٱللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَآبَّةٍ مِّن مِّآءٍ فَمِنْهُمْ مَّن يَمْشِيٰ عَلَىٰ بَطْنِهِۦ وَمِنْهُمْ مَّن يَمْشِيٰ عَلَىٰ رِجْلينِ وَمِنْهُمْ مَّن يَمْشِيٰ عَلَىٰ أَرْبَعٍ ۭ يَخْلُقُ ٱللَّهُ مَا يَشَآءُۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍۢ قَدِيرٌ" [النور :45]. وهكذا يرينا القرآن الكريم أساطير قديمة الاكتشاف العلمي الحديث لبعض أقوال كتاب سمائي آخر مكتوب بواسطة يد سيد الباري ومن ثم هي رسالة واضحة للعالمين برسالته الأخيرة محمد صلى الله عليه وسلم بأنه رسول الحق المبين والثابت حتى ظن الظانون. وفي نهاية المطاف فالرسائل كثيرة لكن حجتها واحدة تدل على ارتباط ظاهر وصريح برباط يخالف المنطق والعادة إذ كيف لنا نحن مجرد بشر محدود الطباع المقومات أن نقوم بخلق ذرة حملت خواص عديدة جعلتنا نعيش؟ بينما قالوا لو كان هناك مؤثر خارجي لما استطعنا فعل شيئ مشابه وإن حاولنا فلن نوفقه قط لأن عقارب الساعة ستشير لأعلى قوة يمكن الوصول إليها أصلا ولا تقدم بعدها تقدماً نحو أعلى ولا تسير راجع خلف حدود عصر مبكر شهد أول خطوات أول مبدعين لعظم خلق الله وما جعلهم قادرين عليها فقط لحكمة يريد بها الخير لعباده المؤمنين الذين صدقت إيمانهم واتبعوا هدى الرسالة المحمدية المحكمة وانطلقوا باتباع سنة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم حتى وصل بهم الدين الإسلامي دين الفطرة الأمثل لاستقرار النفوس والسعادة النفس والجسد المشترك بالرزق المبارك والخالدة الآجلة جميع حقوق الملك باقية محفوظة لنشر مقالات مختارة لمن كتب عنها طلبا للاطلاع العام دون نسخ مباشرة مطابقة لكامل النصوص المكتوبة بالعربية هنا وعلى مواقع أخرى وستكون مسؤوليتها كاملة تجاه أصحاب حقوق الطبع والنشر الأصلية لهم بالنظر لقوانين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية ودولة المملكة السعودية الشقيقتين حفظهن الله ورعاكم ببركات الإسلام والصلاة علي سيدنا محمد النبي الامي الصادق الأمين .