ذكر القرآن الكريم وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم تفاصيل مهمة حول أبناء نبي الله نوح عليهم جميعاً السلام. كان لنوح ثلاثة أبناء صالحين هما سام ويافث وحام، بالإضافة إلى ابنه الرابع يام الذي أغواه الشيطان وتسبب شكه وعدم إيمانه بأن يغرق في الطوفان. أما الثلاثة الباقون فأصبحوا أساس عائلات ورؤساء قبائل أسهمت بشكل كبير في تاريخ الإنسانية.
كان لأبناء نوح دور بارز في إعادة توطين البشرية بعد الطوفان العالمي. نجى هؤلاء الرجال مع آبائهم ودخلوا سفينة الخلاص، والتي رست أخيراً على جبل الجودي. ومن هناك بدأت حياة جديدة لهذه الأسرة الصغيرة التي حوت بذور حضارات مختلفة. وفي الوقت نفسه، يُعتبر ذكر "جعلناذرية نوح هم الباقيين"، كما جاء في القرآن الكريم، إشارة واضحة إلى استمرارية ذريتهم حتى يومنا هذا.
لقد تنوعت ذريات إبراهيم إلى العديد من الفرقاء والمجموعات العرقية والثقافية المختلفة حسب المناطق التي انتشروا فيها. مثلاً، يعود الأصل لشعب مصر القديمة والقبط والفراعنة إلى حم الجليل، بينما ارتبطت بعض مجموعات الهندوس والإيرانيين القدماء بشجرة يسوع المسيح المؤمن الأخير قبل الغرق. كذلك يمكن تتبع جذور الكثير من الشعوب الأوروبية والأفارقة السود بفضل كوش أحد أبناءحم أيضا.
ومن جانب آخر، فإن خلفاء الإسكندر الأكبر الذين حكموا جزءً كبيرًا من العالم القديم كانوا من بلاد فارس وفقا للأبحاث التاريخية الحديثة المرتبطة مباشرة بصالح جدجد جدآدم نحن اليوم! وهكذا يستنتج المرء مدى انتشار ذرية أبي الأنبياء منذ آلاف السنين. وللتأكيد أكثر فإن اللفظة العربية المناسبة هنا هي 'ياس' وهي ليست فقط اسم شخص ولكنها تشكل مصطلحات جيولوجية مثل ياسرة وجانبية عند وصف مواقع خرائط قديمة مكتوبة بالحروف الهيروغليفية المهجورة الآن.
وقد ترك أبو الأنبياء رسالة هامة جدا لابنائه وزادت أهميتها عندما نقلتها لنا السنة المطهرة عن طريق صحابي جليل وهو معاذ بن أنس رضي الله عنه والذي سمع تسليماتها مباشرة منه صلى الله عليه وآله وسلم فيما يلي: \"وما تقصد بكلامٍ إلّا ربَّ العالمين وليس إلا تلك الأقوال الأربع التالية: سبحان الله والحمدالله ولااله الاالله والله اكبر\" فهي دعائم الدين الإسلامي الثلاث الأولى وعظمت قدرتها مقابل أعمال بشر كاملة بحسب قوله عز وجل:"وإن وزن بها اعمال بني ادم لزنته". لذلك فالالتزام بتلك الوصايا المقدسة أمر ضروري لكل مسلم طموح يحلم بدخول جنات الفردوس فوق كل ما أتى به أقوام سابقون مهما بلغ شأنهم وانحدر حالهم بسبب غفلتهم عنها متجاهلين فضلها وجهلا بمكانتها. إنها رمز ثبات اليقين الديني المستدام بما يفوق كثيرا بركات الدنيا الزائلة وما ستؤول إليه حتما بإذن العزيز القهار جل وعلى..