عدد الذين بايعوا الرسول في بيعة العقبة الثانية: تفاصيل دقيقة وتأكيدات تاريخية

في التاريخ الإسلامي العريق، تشكلت لحظة فاصلة خلال الحج عام 622 ميلادياً عندما اجتمع مجموعة من الصحابة في موقع "العقبة" لتقديم البيعة للرسول محمد صلى ا

في التاريخ الإسلامي العريق، تشكلت لحظة فاصلة خلال الحج عام 622 ميلادياً عندما اجتمع مجموعة من الصحابة في موقع "العقبة" لتقديم البيعة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم. يُطلق عليها اسم "بيعة العقبة الثانية"، والتي جاءت كتجديد للتزامات أولئك المؤمنين المبكرين تجاه دينهم الجديد وضد الظلم الذي واجهوه في مكة.

وفقاً للسجلات والمصادر التاريخية المختلفة، بما فيها الرواية التي نقلها كلٌّ من ابن إسحاق وكعب بن مالك - أحد شهود تلك اللحظة الدينية الهامة- فإن عدد الأشخاص الذين بايعوا الرسول محمد بلغ نحو سبعة وسبعين شخصاً. وقد ذكر ابن إسحق تحديداً ثلاثاً وسبعين رجلاً بالإضافة إلى امرأتين فقط؛ أم عمارة نسيبة بنت كعب من قبيلة النجار وأسماء بنت عمرو بن عدي. ومع ذلك، فقد لاحظ بعض المؤرخين مثل ابن كثير اختلافاً طفيفاً بهذا الرقم بناءً على طريقة العد التقليدية بين العرب التي غالباً ما تتجاهلت أصغر رقم ضمن العدد. لذلك، يشير البعض إلى أن هذا الاختلاف ربما يعود إلى هذه الممارسة الشائعة لدى القدماء بدلاً من وجود تناقضات حقيقية في الأرقام المسجلة.

ومن الجدير بالذكر أيضاً الشخصيات البارزة بين هؤلاء الناخبيين الثابت الوفاء والعزم رغم المصاعب والتحديات المتزايدة آنذاك. ومن أبرز هؤلاء المناضلون هم سعد بن عبادة، رافع بن مالك، وعبد الله بن عمرو بن حرام وغيرهم الكثير الذين استشهدوا فيما بعد دفاعاً عن معتقداتهم الجديدة بشجاعة نادرة. كما تمت تسمية اثني عشر شخصاً خاصين بالنقاباء (الأوصياء) وتم اختيارهم خصيصاً لإظهار أهميتهم وشدة ولائهم للإسلام الوليد.

وفي ظل شمس المدينة المنورة اليوم، تستمر قصة بیعة العقبة الثانية في التألق كمصدر إلهام لكل مجاهد يسعى لتحقيق الحق والدفاع عنه مهما كانت التكاليف. إنها ليست مجرد حدث تاريخي ولكنه تجربة روحانية خلّدتها ذاكرة البشر حتى وقتنا الحالي.


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات