ظهر الإسلام في الجزيرة العربية كلحظة فارقة في التاريخ، حيث أحدث تحولاً عميقاً في حياة الشعوب العربية والعالم أجمع. بدأت رحلة الإسلام بمرحلتين أساسيتين: مرحلة الدعوة المكية التي ركز فيها النبي محمد ﷺ على تثبيت العقيدة الصحيحة وإزالة الشرك، ومرحلة الهجرة إلى المدينة المنورة التي شهدت بداية بناء الدولة الإسلامية.
في المدينة المنورة، بدأ النبي ﷺ بتأسيس الدولة الجديدة من خلال بناء المسجد، الذي أصبح مركزاً لاجتماع المسلمين وتوحيد صفوفهم. كما قام بتنظيم العلاقات بين مكونات المجتمع من خلال حدث المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، وعقد عهود مع سكان المدينة من غير المسلمين. بالإضافة إلى ذلك، بدأ المسلمون في تجهيز الجيوش للدفاع عن الدولة ونشر الإسلام، وبعث النبي ﷺ رسائل إلى الملوك والحكام لدعوتهم إلى الإسلام.
بعد وفاة النبي ﷺ، بدأت المرحلة الفعلية لبناء الدولة الإسلامية، حيث وضع الإطار السياسي للدولة على أساس الشورى والبيعة بين المسلمين. اجتمع المسلمون في سقيفة بني ساعدة لاختيار خليفة لرسول الله، ووقع اختيارهم على أبي بكر الصديق رضي الله عنه، الذي استهل فترة الخلافة الراشدة التي استمرت ثلاثين سنة.
بهذا الشكل، تمكن المسلمون من بناء دولة قوية قادرة على نشر الإسلام وتحقيق الحياة الكريمة للناس، مما أحدث تأثيراً عميقاً في المشهد السياسي والاقتصادي والاجتماعي للعالم آنذاك.