في رحاب العقيدة الإسلامية، يعتبر الحديث حول الجنة والنار جزءاً أساسياً من فهم الحياة الآخرة والمعاد. عندما نستعرض النصوص الدينية، يمكننا اكتشاف العديد من الأسماء التي استخدمها الله سبحانه وتعالى ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم للإشارة إلى مكان العذاب الأبدي - جهنم.
وفقاً للقرآن الكريم، ورد ذكر "جهنم" بشكل مباشر أكثر من خمسين مرة. هذا الاسم هو الأكثر شيوعاً ومباشرةً لوصف محيط عذاب النار. ومع ذلك، هناك أيضاً أسماء أخرى مستمدة منها، مثل "السعير"، والتي تعني حرارة نار جهنم شديدة للغاية ("فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته فلمّا خرّا ظاهرتا قال أحدهما ربّنا إنّي أصبتم بعضهن"). بالإضافة إلى ذلك، فإن مصطلحات مثل "الحطمة" و"الهاوية" واستخدام عبارات مثل "النيران المشتعلة" توحي بنفس الفكرة لكن بطرق مختلفة ومتنوعة.
ثمّة أيضاً إشارات ضمنية عديدة لمفهوم جهنم عبر استخدام مرادفات لها كـ "دار الظلم" أو "دار البلاء". هذه المصطلحات تجسد الفكرة العامة للجحيم بدون الإشارة إليها باسم جهنم مباشرة.
وفي الحديث النبوي، يُذكر أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قد شرح بصورة تفصيلية متعمقة جوانب مختلفة من جهنم وأسمائها المختلفة. وفقاً لتقارير نقلتها كتب السنة المطهرة، فقد ذُكر أنها ستكون ذات ست سموات وست طبقات داخل كل سماء. كل طبقة تحمل اسم خاص بها بناءً على وصف النبي صلى الله عليه وسلم لها؛ بما فيها مثلاً: الصفرة والقصف والجحيم والسعير والحطمة وغيرها الكثير مما يؤكد تنوع وتفرد وجود تلك المناطق المرعبة كما تصورها الدين الإسلامي.
هذه التصنيفات المتعددة لأجزاء جهنم ودلالاتها المختلفة تشير إلى مدى عمق التفاصيل والمواصفات الدقيقة للجحيم في الكتاب المقدس الإسلامي والأدبيات الروحية المرتبطة بالإسلام. إن دراسة هذه المصطلحات الغنية بتفسيراتها وعبر مفرداتها الثرية تكشف لنا صورة واضحة وغنية المعاني حول كيفية تصوير أهل النار وهذا السياق الجدلي بين المؤمن والكافر حسب الرؤية الدينية.