ذكر الله.. النور الهدّائي والسلوى الروحاني

في رحلة الحياة التي تنثر بين خطواتها فصولاً متعددة ومتنوعة، يظل ذكر الله عز وجل هو الدرب المستقيم والنبع الصافي الذي لا ينضب. إنه نور يسطع في ظلام الي

في رحلة الحياة التي تنثر بين خطواتها فصولاً متعددة ومتنوعة، يظل ذكر الله عز وجل هو الدرب المستقيم والنبع الصافي الذي لا ينضب. إنه نور يسطع في ظلام اليأس ويغمر القلب بالسكينة والراحة النفسية. إن العبد المؤمن عندما يستشعر وجود خالقه ويتوجه إليه بالتسبيح والحمد والشكر، فإن ذلك يمثل نقطة تحول نحو حياة أكثر صفاءً وسعادة.

يعتبر ذكر الله ركيزة أساسية في الإسلام، حيث يشجع القرآن الكريم المسلمين على الاستمرار في هذا الطريق السوي. يقول سبحانه وتعالى في سورة لقمان الآية ٢١ "وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ". هنا يأمرنا الله بتذكره وبتقديم الأذكار اليومية كجزء من حياتنا اليومية. كما يؤكد النبي محمد صلى الله عليه وسلم أهميتها بقوله "أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل"، مما يدل على قيمة الثبات على الذكر رغم بساطته الظاهرة.

يتعدد أشكال وأصناف الذكر ابتداءً من التسبيح والتقديس لله عز وجل إلى الدعاء والاستغفار. كل نوع فيه نفع روحاني وعقلي مميز. مثلاً، يحقق التسبيح نظافة للنفس البشرية وممارسة للتواضع أمام عظمة الخالق، بينما يجلب الاستغفار الغفران والمصالحة مع الذات ومع الآخرين أيضًا. أما الدعاء فهو باب واسع لفتح أبواب الرحمة والخير بإذن الله.

وفي زمننا الحالي الذي يغمره الضغط النفسي والعزلة الاجتماعية الناجمة عن التقدم التكنولوجي المتزايد، يصبح الذكر ضرورية للبقاء ثابتاً أمام هذه التقلبات المجتمعية. يعود المسلم حينذاك لصفحاته الخاصة من الراحة الداخلية والقوة الإلهية عبر تقواه واحتفائه بالذكر.

ختاماً، يبقى ذكر الله مرساة للأرواح تشد إليها عند اقتراب موجة المصاعب. إنها دعوة مستمرة لتطهير الروح وتجديد الاتصال مع القدير جلّ ذكره. لذلك فإنه ليس هناك وقت أفضل لمراجعة مقدار التزامنا بهذا الأمر المقدس غير الزماني.


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات