عباد الرحمن، كما وصفهم القرآن الكريم، هم أصحاب المناقب الحميدة والصفات الكريمة التي تميزهم عن سواهم. وفي سورة الفرقان، يقدم لنا القرآن الكريم صوراً رائعة لصفات هؤلاء العباد في الصحابة الكرام.
يقول الله تعالى: "وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هُونًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا" (الفرقان: 63). هذه الآية الكريمة تفتح لنا نافذة على صفات عباد الرحمن في الصحابة. أولاً، نرى تواضعهم وحسن سمتهم والسكينة والوقار في مشيهم على الأرض. هذا التواضع ليس مجرد تصنع أو رياء، بل هو انعكاس لقوة إيمانهم وثباتهم.
ثانياً، نرى كيف يعاملون الجاهلين. عندما خاطبهم الجاهلون بسفاهة وسوء أدب، لم يقابلوهم بالمثل، بل يقابلوهم بالقول الطيب. هذا هو درس عظيم في التعامل مع الآخرين، خاصة أولئك الذين قد يكونون غير متعلمين أو غير مهذبين.
ثالثاً، نرى أن عباد الرحمن في الصحابة يكثرون من صلاة الليل مخلصين فيها لربهم متذللين له. هذه الصلاة الليلية هي تعبير عن إيمان عميق وعبادة صادقة لله تعالى.
رابعاً، نرى أنهم يخافون عذاب جهنم ويسألون الله أن يصرفه عنهم. هذا الخوف من العذاب هو نتيجة للإيمان الحقيقي والخشية من الله تعالى.
خامساً، نرى أنهم أهل عدل في باب الإنفاق. لا يبخلون عن النفقات الواجبة والمستحبة، ولا يزيدون على الحد فيدخلون في قسم التبذير. هذا العدالة في الإنفاق هو تعبير عن التوازن والاعتدال في الحياة.
سادساً، نرى أنهم لا يشركون بالله شيئا في عبادته. يعبدون الله وحده مخلصين له الدين حنفاء مقبلين عليه معرضين عما سواه. هذا التوحيد الخالص لله تعالى هو أساس الإيمان الصحيح.
سابعاً، نرى أنهم لا يسفكون الدم الحرام بغير موجب شرعي. هذا الاحترام للحياة البشرية هو تعبير عن الرحمة والعدالة في الإسلام.
ثامناً، نرى أنهم يحفظون فروجهم مما حرم الله فلا يرتكبون فاحشة الزنا لطهارتهم وعفتهم. هذا الحفاظ على الفروج هو تعبير عن الطهارة والنقاء الروحي.
تاسعاً، نرى أنهم أبعد الناس عن الباطل في الأقوال والأعمال ويعرضون أيضا عن اللغو وهو الكلام الذي لا خير فيه ولا فائدة فيه دينية ولا دنيوية ككلام السفهاء ونحوهم. هذا الابتعاد عن الباطل هو تعبير عن الصدق والنزاهة في الأقوال والأفعال.
عاشراً، نرى أنهم إذا ذكروا بآ