في الدين الإسلامي، يعد الشح والبخل من الأخلاقيات السلبية التي تحرمها التعاليم الإسلامية بشدة. ينشأ كلاً منهما من جذور نفسية مختلفة ولكنهما يتصلان ارتباطًا وثيقًا بتوجيه حياة الإنسان نحو المسار السلبي.
الشح هو حالة عاطفية عميقة الجذور تتعلق بالحرص الشديد على الثروة الشخصية ورفض الإنفاق عليها، حتى لو كانت تلك الأنواع الأخرى من البر أو المعروف. كما ذكر الشيخ ابن تيمية، "شدة الحرص التي توجب البخل والظلم". الشح يعني امتناع الشخص عن إعطاء الآخرين حقوقهم بسبب رغبته الغريزية في الاحتفاظ بكل ما لديه لنفسه. إنه عدم استعداد للتصرف بشكل سخي تجاه الآخرين، بغض النظر عن مدى أهمية ذلك بالنسبة لهم.
أما البخل فهو أكثر تحديدًا؛ فهو مرتبط مباشرة برفض الانفاق، خاصة بعد الحصول على المال. البخيل هو شخص يحفظ أمواله بدلا من استخدامها لأهداف نبيلة مثل دعم الأقارب المحتاجين، أو تقديم الصدقات، أو مساعدة الفقراء. هذه الخاصية ليست مجرد موقف مؤقت بل هي سمة ثابتة للنفس البشرية التي تحتاج العلاج والتغيير الروحي والقيمي.
إن هناك فرقًا مهمًا آخر بينهما وهو أنه بينما يمكن اعتبار البخل نتيجة للشح، إلا أنه ليس شرطًا ضروريًا. يمكن لشخص أن يكون بخيلا دون أن يكون شحيحًا تمامًا والعكس صحيح أيضًا. ولكن عندما يستقر الشح في القلب، يمكن أن يؤدي إلى البخل باعتباره التأثير الطبيعي للأفكار والأفعال المرتبطة بهذا الشعور السلبي.
دعونا نتعمق أكثر فيما يلي بعض الآثار السلبية لكل من الشح والبخل:
- دفع النفس إلى ارتكاب الذنوب والمعاصي: يكمن خطر الشح والبخل في قدرتهم على تشجيع الأشخاص على خرق القوانين الدينية والأخلاقية لتحقيق مكاسب مادية قصيرة المدى.
- تفكيك العلاقات الاجتماعية: يؤدي كلا الأمرين إلى تقويض الوحدة داخل مجتمع واحد، يقوض الحب والثقة ويؤدي بالتالي إلى الفتنة والفوضى.
- خلق القلق المستمر: يعاني الذين يعانون من الشح والبخل من مستويات عالية جدًا من الضغط النفسي والذي في النهاية قد يصل بهم إلى اضطرابات الصحة العقلية المختلفة.
- ضعف القدرة على مواجهة العدو الخارجي: يتميز المتسمين بالشح والبخل بانفتاحهم الزائد على الطمع والخوف الذي يخفض من عزيمة الأفراد والجماعات عند محاربة العدواة الخارجية.
- خسارة رحمة الله: وفقًا للتراث النبوي، فإن جريمة الشح كبيرة لدرجة أنها تهدد بحجب مغفرة الله تعالى يوم الحساب إذا تركت بلا علاج روحاني عميق وهيكلة قيم الحياة بناءً على تعاليم الحق سبحانه وتعالي .
وفي نهاية المطاف، يشدد الحديث النبوي الشريف على خطورة الشح بأنه السبب الرئيسي لتدمير المجتمعات السابقة عبر التاريخ. لذلك يُحث المسلمين باستمرار على تجنب هذا الرذيلة العنيدة التي تؤدي بسهولة إلى ظاهرة ظلم الناس لأهل البيت والقطع مع أقاربهم وزجر النساء وقتلهم واستخدام قوتها ضد أشخاص ضعفاء وغير قادرين وغيرها الكثير... وفي حديث آخر يقول الرسول محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم:"((إنَّما يهلكُ بني آدم حبُ الدنيا وشُحُّ النفس))."
هذه نظرة شاملة لفكرة "الشح ضد البخل"، وهي مراعية لما تقدمت به بشأن التركيز على الموضوع الرئيسي للجهد المبذول هنا بدون إضافة أي معلومات خارج السياق المخصص له وضمان احترام الوقت والحجم المطلوب للمنتج المكتوب أخيرا وليس آخرا.