كان لسيدنا عيسى عليه السلام دور بارز في مجال الطب، حيث منحته العناية الإلهية القدرة على شفاء الأمراض المستعصية مثل العمى والبَرَص وإحياء الموتى. هذا الوصف موجود بشكل واضح في القرآن الكريم، مما يشير إلى كفاءته الفائقة في الطب. وعلى الرغم من عدم وجود تفاصيل دقيقة حول حرفته الأخرى حسب الروايات التاريخية، إلا أنه يمكن استنتاج أنها ربما كانت مرتبطة بكسب رزقه الخاص، وذلك بناءً على الآية التي تشير إلى تناوله للأطعمة، وهو الأمر الذي يتطلب عملاً ومساعي للحصول على الموارد المعيشية.
ومن الجدير بالذكر أن الدين الإسلامي يؤكد على أهمية الاعتماد على النفس من خلال مختلف المهارات والحرف اليدوية، والتي تعلمناها عبر سير العديد من الأنبياء السابقين الذين كانوا يعملون بحرفهم الخاصة. على سبيل المثال، داوود النبي – عليه السلام - كان معروفاً بأنه يعمل بالأعمال الشاقة لتوفير لقمة العيش لنفسه ولمن معه. وهذا يعكس القيمة الإسلامية للكرامة الذاتية والإنتاج.
بالإضافة إلى كونه طبيباً ماهراً، فقد اختاره الله سبحانه وتعالى ليكون رسولاً وداعياً لعبادته وتوحيده. لقد ساعده الله بمعجزاته العديدة ليؤكد صدقه ومصداقيته في دعوته ضد قومه الذين حاولوا تعذيبه وقتله بسبب الرسالة التي يحملها. ومع ذلك، ابتعد عنه هؤلاء المؤمنون عندما طلب منهم الإيمان ببراءة المسيح عليه السلام. وبعد رفع الله إياه إليه، سيظهر مرة أخرى عند حلول الساعة لتحقيق عدله بين المسلمين والقضاء على الدجال والخوارج. هذه النقطة الأخيرة تؤكد مكانته الفريدة واحتراماً عظيماً ضمن العقيدة الإسلامية.