التوكل في اللغة يُعرّف بأنه إظهار العجز الكبير والاعتماد بشكل كامل على الآخرين. أما في اصطلاح الشرع الإسلامي، يُعتبر التوكل ثقة كاملة في قدرة الله عز وجل وإقرار بأن قضائه النهائي لا مفر منه، بالإضافة إلى اتباع نهج النبي محمد صلى الله عليه وسلم عبر البحث عن الوسائل اللازمة عند الضرورة. هناك عدة أنواع للتأوكل ولكل منها حكم مختلف:
- التوكل باعتباره إيمان وثقة بالله: هذا النوع فرض عين، وقد أمر به الله تعالى في العديد من الآيات القرآنية، قائلاً "وعلى الله فليتوكل المؤمنون".
- التوكل كتوكيل شخص آخر لتولي أمورك ضمن حدود القبول: هذه الحالة جائزة شرعاً بشرط عدم خروجها عن المعايير الدينية والقانونية.
- التوكل باعتباره اعتماده على الله فقط: رغم أهميته الروحية والعاطفية، إلا أنه خارج نطاق المناقشة القانونية والفقهية الأساسية ويقع تحت مظلة كتب الأخلاق والتوحيد. يشمل جوانب قلبية أخرى كالايمان، التفكر، الصبر، رضا القدر واحترام الموت وغيرها من التصورات الإيجابية حول وجود الله ونبيه.
بالنسبة للعلاقة بين التوكل والسعي لاستخدام وسائل الحياة اليومية المختلفة مثل الطعام والشراب والدفاع عن النفس - وهو ما يتمثّل بسنة الله الطبيعية - فإن فقهاء الدين والصوفيين المتقدمين يرون أنها ليست متناقضة أبداً. إن التوكل الحقيقي يشجع على استخدام تلك الأدوات الاعتباطية ولكن الاعتقاد الأعظم يكمن داخل فهم أن نجاح تلك الجهود يرجع مباشرة لإرادة الله وخالق الكون وليس لها ذاتها تأثير مباشر. يؤكد المفسرون أيضاً أن الأمر بالتخطيط والتعاون الاجتماعي ("شااورهم") يتعارض بشكل مباشر مع ترك المسؤولية الشخصية لوحدها ("فتوكل"). وبالتالي فإن التوكل الصحيح يستند إلى الجمع بين المنطق البشري والاستعداد العقائدي الديني.