في الإسلام، قدَّم الشرع مبدأً هاماً يسمى "الرؤية الشرعية" أو نظرة الخطيب. هذه العملية تُجرى عندما يرغب شاب في الزواج بموافقة أهل الفتاة. تشجع الشريعة الإسلامية الخطيب على رؤية ما يشير إليه نحو قبول الزوجة، وتعزيز احتمال نجاح زواجهما مستقبلاً.
يأتي أساس هذا المبدأ من أحاديث الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم-. يقول أحدهما: "إذا تقدم أحدكم ليتزوج إمرأة، فليرصد ما يدعوه لنكاحها." ويضيف حديث آخر: "كان عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، يسأل الرجل عن زوجته الأنصاريّة ثم يقول: انظر إليها يا أخي؛ فقد رأينا فيها شيئا". هدف هذه النظرة هو التأكد من توافق كلا الطرفين جسديًا ومعنويًا بشكل كبير لتجنب المشاكل المستقبلية وتشجيع الحياة الأسرية الناجحة.
توجد مجموعة من الضوابط الواجب مراعاتها أثناء عملية الرؤية الشرعية:
- يمكن للخطيب الجلوس والتحدث مع الفتاة عدة مرات طالما لم يتم اتخاذ قرار نهائي بعد.
- يجب أن يكون الحوار ضمن الحدود الأخلاقية والأدبية المتعارف عليها اجتماعيًا ولا يغفل الجانب الديني.
- لا يجوز ترك الخاطب وحده مع الفتاة بدون محرم، فالخلوتان محرمة شرعاً.
- ليس هناك حرج من تعيين وقت جديد للنظر مجددًا للقناعة الكاملة لدى الخطيب بناءً على توجيه شيخ الإسلام ابن عثيمين رحمه الله تعالى.
- تشمل المناطق المرئية حسب أغلبية الفقهاء وجه الأمور ويديها لأن هذه المنطقة ليست جزءًا من العورات وعند رؤيتهما يمكن تقدير مدى ملائمة الجسم. وقد ذهب البعض إلى التفاصيل المحسوسة كاللحوم، واقترح آخرون مشاهدة كافة أجزاء الجسم الغير مخفية باللباس التقليدي المعتاد بحيث يرى رأسها ورقبتها وساقيها وقدميها وغيرها مما يكشف عند أدائهما لأفعال حياتهما الروتينية اليومية وهو موقف معتدل ومتماشٍ مع المنطق والدليل الراجح وفق آرائهم المختلفة.
ومن الجدير بالذكر هنا ضرورة وجود إذن ولي أمر الفتاة ودخول شخص مُحرم لإتمام هذه العملية كما ورد بالنص القرآني {ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن}.