العلم جزء أساسي من الحياة البشرية منذ خلق آدم عليه السلام، حيث مكَّنه الله -تعالى- من استكشاف العالم وفهمه، مما ساعده على تنفيذ رسالته الأرضية المتمثلة في عمارة الأرض وعبادة الخالق عز وجل. إن هذه المهمة الجامعة هي أساس مفهوم الاستخلاف الذي يجمع بين الجوانب الروحية والواقعية للحياة.
وقد أكدت العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية على أهمية العلم باعتباره وسيلة لتحقيق الغايات الدينية والدنيوية بشكل متكامل ومتوازن. يقول تعالى: "اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ" (العلق:1)، وهذا يؤكد بداية الدعوة الأولى للنبي الأمي بأن يكون التعليم أول اهتماماته. وكذلك جاء في الحديث الشريف أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قال: "طلب العلم فريضة على كل مسلم".
من منظور إسلامي، يعد العلم قادراً على توضيح الطريق أمام المسلم نحو حياة كريمة ومستدامة، فهو يساعد الأفراد والجماعات على فهم طبيعة الأشياء والعلاقات بين الظواهر المختلفة، وبالتالي القدرة على التعامل مع مختلف جوانب الحياة بطريقة منظمة ومنطقية. علاوة على ذلك، يعمل العلم كمصدر موثوق لتوجيه الأعمال اليومية، بدءاً من العبادات الخاصة مثل الصلاة والصيام والحج، وصولاً إلى المعاملات الاجتماعية والاقتصادية المتنوعة.
وفي حين تعد جميع العلوم ذات قيمة كبيرة، إلا أنها ليست بالتساوي بالنسبة لأهدافنا الأخلاقية والدينية. فعلى سبيل المثال، تشكل مجالات الدراسات الدينية العمود الفقري للمعارف الضرورية لفهم تعاليم الدين وتطبيقها بشكل فعال. بالإضافة إلى ذلك، تعتبر التخصصات الأخرى مثل الطب والهندسة والرياضيات حيوية لدعم الجانب العملي للحياة الإنسانية، بشرط استخدامها لأغراض مفيدة وخيرة ولا تؤدي إلى الانحراف الأخلاقي أو الاجتماعي.
لحفاظ على مسار الطلاب المهتمين بالحصول على مزايا العلوم المختلفة، إليكم بعض النصائح العملية:
- الإخلاص: يجب أن تكون نيتهم صادقة ونقية أثناء السعي وراء اكتساب المعرفة؛ لأن العزم الأكيد والاستعداد للدفاع عنهما أمر ضروري لاستخدام معرفتنا بثبات وشجاعة.
- إدارة الوقت: كي يتمكن المرء حقاً من اغتنام فرص الثروة الثقافية الهائلة المتاحة اليوم، ينبغي تنظيم جدول زمني بشأن كيفية الحصول عليها واستثمارها بشكل واقعي وملائم.
- الأولويات: نظرًا لحجم محدود لوقت فرد واحد، عليه تحديد الأولويات بناءً على احتياجات المجتمع والفرد نفسه، وذلك بتحديد المجالات الأكثر أهميتها والتي تحتاج لمزيدٍ من التركيز والجهود المبذولة.
- الخوف من الله: يتذكر دائمًا أنه مراقباً دائماً وليس وحده وهو يقوم بكل تصرفاته حتى لو كانت مجرد عمليات تفكير ذهنية نقية تمامًا! إذن فاحترام الذات واحترام الآخرين فضلاً عن احترام البيئة المادية تمثل المحور الرئيسي لكل عملية بحث علمي شرعية مشروع.
- السلوك الشخصي: تطوير شخصية قوية تتمتع بميزات مميزة مثل قوة الإرادة والثقة بالنفس ستجعلك قادرًا للغاية ليس فقط فيما يتعلق بكيفية طرح أفكار جديدة ولكن أيضًا كيف يمكن تطبيق تلك الأفكار عمليًا داخل مجتمعك المحلي أو العالمي حسب حاجتها الملحة واتجاه نجاعتها العامة.
بهذا النهج المؤكد للأولويات الشرعية المحددة ضمن السياقات الوجودية الواجب مراعاتها دومًا حول شخصيتنا ودورنا كخلَّـاق لهذه الدنيا بكل ماتقدم ويقدم فيه القدرات البشرية العظيمة خدمة للقائمين بها وصالح لهم ولغيرهم ممن يرتبط بهم ارتباط مباشر أو غير مباشر... فإن طريق العلم سيصبح أكثر سلاسة بالنسبة لنا نحو مستقبل مشرق يعكس غرض وجودنا الأساسي على سطح أرض ربنا جل وعلا رحمته وفضله عامتان شاملتا لنيل رضوانه الكريم يوم الحشر الكبير!