السماء، ذلك الفضاء الواسع الذي يمتد فوق رؤوسنا، هي شهادة عميقة على قدرة الخالق وجمال خلقه. إنها ليست مجرد مساحة فارغة بين الأرض والسطح الخارجي للكرة الأرضية؛ بل هي عالم متكامل ومنظّم بدقة مذهلة. تحت مظلة الليل الداكنة، نرى الأبراج النجمية التي تشكل خرائط النجوم، بينما خلال النهار تتلألأ الشمس مثل درة مشرقة.
تتألف السماء من طبقات مختلفة كل منها لها خصائص فريدة ومعقدة. الطبقة الأولى تسمى الغلاف الجوي وهي تحمي الحياة على سطح الأرض من الأشعة الضارة وتوفر الظروف المناسبة لبقاء النباتات والبشر. بعد ذلك يأتي الستراتوسفير، وهو معروف بتكوينه الخاص لطبقة الأوزون التي تعمل كدرع طبيعي لحماية الكائنات الحية من أشعة الشمس فوق البنفسجية.
ثم يوجد التروبوسفير، حيث يحدث معظم الطقس بما في ذلك الأعاصير والأمطار. وفي أعلى هذه الطبقات تأتي الميزوسفير وهناك يحدث ظاهرة الشفق القطبي عند اصطدام الرياح الشمسية بالمجال المغناطيسي للأرض مما يؤدي إلى ألوان برّاقة ومذهلة.
بالإضافة إلى هذا التعقيد الطبيعي، فإن السماء أيضًا موطن لأحداث فلكية هامة للغاية مثل الكسوف والخسوف وغيرها من الظواهر التي كانت محل اهتمام العقول البشرية منذ القدم. يمكننا النظر إليها باعتبارها دلائل واضحة على وجود قوة عليا وأداة لاستعراض عظمة الخالق سبحانه وتعالى.
بالتأكيد، قد يبدو البحث العلمي الحديث وكأنه يسبر أغوار أسرار السماء بشكل مستمر، ولكن حتى الآن تبقى العديد من الأمور لغزاً ومصدر إلهام للإنسانية جمعاء. إن التفكر والتأمّل فيما خلق الله لنا في سماء الدنيا يحث النفس على الإقرار بحسن صنعه وحكمته سبحانه وتعالى.