قاد النبي محمد صلى الله عليه وسلم عدة غزوات خلال فترة حياته النبوية البالغة حوالي ١٣ عاماً بعد الهجرة إلى المدينة المنورة. هذه الغزوات كانت جزءاً أساسياً من الجهود المبذولة لتثبيت الأمن والدفاع عن المجتمع المسلم الصاعد ضد الاضطهاد والتحديات الخارجية. بحسب معظم الروايات التاريخية الإسلامية، شارك النبي مباشرة في إحدى وعشرين غزوة. ومع ذلك، فإن الرقم الدقيق قد يختلف قليلاً بناءً على السياق والمعايير المستخدمة في تعريف "الغزو". بعض الأحداث تعتبر كمعارك بينما البعض الآخر يُعتبر كمواجهات غير رسمية بين القوات.
من أهم تلك الغزوات هي بدر الأولى والثانية، أحداث الخندق وحنين، بالإضافة إلى العديد من الحملات الأخرى مثل بني قينقاع وبني المصطلق وغطفان وأبلة وغيرها الكثير. كل واحدة منها تحمل دروس مهمة حول القيادة العسكرية والإستراتيجية والحكمة السياسية كما وردت في الحديث الشريف والسيرة النبوية المطهرة.
في جميع حالات الحرب، كان هدف النبي هو الدفاع عن حق المسلمين في ممارسة دينهم بحرية وتأسيس مجتمع عادل ومستقر تحت حكم الشريعة الإسلامية. وكان دائمًا ما يسعى لتحقيق السلام عندما يستطيع، لكنه لم يتردد في الدفاع عن نفسه وأتباعه عند الضرورة. هذا النهج يعكس نهجه الحكيم والمقبول عالمياً حتى يومنا هذا والذي يجمع بين الدفاع الوطني والحفاظ على السلام العالمي.