صلاة الشروق هي إحدى النوافل المستحبة في الإسلام، والتي تُصلّى بعد شروق الشمس وارتفاعها قدر رمح. وقد ورد ذكرها في الحديث الشريف الذي رواه الترمذي، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من صلى الغداة في جماعة، ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة، تامة تامة تامة".
تُصلّى صلاة الشروق بالطريقة نفسها التي تُصلّى بها صلاة الضحى، حيث يُسنّ أن تصلّى كل ركعتين مَثْنى مَثْنى ويُسلّم بعد كل ركعتين. ويُقرأ في كل ركعة سورة الفاتحة بعدها سورة قصيرة مثل سورة الضحى أو سورة الشمس أو غير ذلك من السور أو الآيات، حتى لو بلغت آية واحدة. وقد صلّاها النبي صلى الله عليه وسلم ركعتين، وأربعاً، وثماني ركعات، ومن زاد على ذلك فصلّى عشراً أو اثنتي عشرة ركعة فلا بأس لكن يجب ألا تقل عن الرّكعتين.
تُصلّى صلاة الشروق في النهار، لذلك لا يُجْهَرُ بها بل تُقرأ الفاتحة وما يليها سراً. ويجوز أن تُصلّى جماعةً لكن دون المُداومة على ذلك لأنّ ذلك غير مشروع. ولا تُقْضى إن فات وقتها لأنّها ليست من السّنن الرواتب التابعة للفرائض إنّما هي مقيّدة بوقتها فإن فات وقتها فاتت.
من صلّى الشروق في وقتها أي بعد شروق الشمس يحصل على الأجر العظيم والثواب الجزيل كأجر الحاج والمُعتمر الذي بيّنه النبي صلى الله عليه وسلم في حديث أنس بن مالك المذكور أعلاه. وهي ليست من الصلوات المكتوبة إنّما هي سنّة مستحبة داخلة في صلاة الضحى، فتُجْزِئُ عن الصدقة المطلوبة عن كل مفصل من مفاصل جسم الإنسان الثلاثة مئة وستين في كل يوم يُصْبِح فيه، فتقوم مقام التسبيح والتحميد والتّهليل والتكبير. كما يتوجب على العبد محبّة لله سبحانه وتعالى أن يصليها ليتقرّب بها إليه سبحانه نافلةً رغم عدم إلزامية ذلك، وذلك لوعد الله سبحانه وتعالى في الحديث القدسي: "من عادى لي وليًّا فقَد بارَزني بالمحاربةِ، وما تقرَّبَ إليَّ عبدي بمثلِ أداءِ ما افتَرضتُه عليْهِ، ولا يزالُ عبدي يتقرَّبُ إليَّ بالنَّوافلِ حتَّى أحبَّهُ، فإذا أحببتُهُ كنتُ سمعَهُ الَّذي يسمَعُ بِهِ وبصرَهُ الَّذي يبصرُ بِهِ ويدَهُ الَّتي يبطشُ بها ورجلَهُ الَّتي يمشي بها، فبي يسمَعُ وبي يُبصِرُ وبي ي