تعتبر سورة العلق أول ما نزل من كتاب الله العزيز على النبي محمد صلى الله عليه وسلم في ليلة القدر المباركة بمكة المكرمة، قبل هجرته إلى المدينة المنورة بنحو ثلاثة عشر عاماً. هذه السورة التي تتكون من تسع آيات فقط تحمل أهمية كبيرة كونها تشير إلى بداية الوحي وتُظهر منهج الإسلام القائم على القراءة والفكر والعلم.
في الآية الأولى منها "اقْرَأْ"، يأمر الله تعالى رسوله بالقراءة، مما يدل على مكانة العلم والمعرفة في الدين الإسلامي. هذا الأمر يتبعه تأكيد بأن الله هو الذي علم الإنسان ما لم يكن يعلمه، وهو دليل واضح على فضل التعليم والاستفادة الدائمة للعلم المستمد من الكتاب والسنة النبوية الشريفة. كذلك فإن ذكر اسم الجبار في هذه السورة يكشف عن عظمة الخالق وجلاله، ويوجه البشر نحو الالتزام بتعاليم دينه الحنيف.
سورة العلق أيضاً تحتوي على حوار بين النبي والملائكة الذين حضروا لتبليغه رسالة الرب عزوجل، وهي لحظة تاريخية مهمة تبشر الناس برسالة الحق والخير والإصلاح التي جاء بها محمد المصطفى ﷺ. وبالتالي فهي ليست مجرد أول سور نزلت في مكة بل هي أساس لبقية سور القرآن وأساسا للمبادئ الأساسية للدين الإسلامي. إنها دعوة للتفكير والتأمل والتزكية الروحية لكل مسلم ومسلمة.