- صاحب المنشور: مها الأندلسي
ملخص النقاش:في عصرنا الحالي، باتت التكنولوجيا جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية. فقد غيّرت وسائل الاتصال الرقمية والشبكات الاجتماعية الطريقة التي نتفاعل بها مع بعضنا البعض داخل الأسرة الواحدة. بينما يرى البعض أن هذه الأدوات توفر الراحة وتسهل التواصل بين أفراد العائلة الذين يعيشون بعيدًا، تشير الدراسات إلى وجود تأثيرات محتملة سلبية أيضًا.
من ناحية الإيجابيات، يمكن للتواصل عبر الإنترنت تعزيز الروابط العائلية حتى وإن كان الأفراد يعيشون في مناطق مختلفة. فبرامج الدردشة المرئية والمراسلة الفورية تسمح بإجراء محادثات شبيهة باللقاء الشخصي، مما يحافظ على الشعور بالترابط والتواجد. كما تساعد وسائل التواصل الاجتماعي في تبادل الأخبار والأحداث المهمة بسرعة وكفاءة أكبر بكثير مقارنة بطرق الاتصال التقليدية.
التحديات المحتملة
ومع ذلك، فإن الاستخدام المكثف لتكنولوجيا المعلومات قد يؤدي إلى عزل اجتماعي وانعدام القرب الجسدي الحقيقي الذي يعد أساسيا لبناء العلاقات الصحية. الأطفال خاصة معرضون للإدمان الزائد على الشاشات الإلكترونية، وهو الأمر الذي يستنزف وقت اللعب والأنشطة الترفيهية الأخرى خارج نطاق العالم الافتراضي. هذا الانقطاع المستمر عن البيئة الواقعية يشكل خطر تخلف القدرات الاجتماعية لدى الصغار والشباب بسبب قضاء فترات طويلة أمام الشاشة عوضا عن تفاعلاتهم الطبيعية مع الأشخاص حولهُمْ.
بالإضافة لذلك، هناك مخاطر متعلقة باستخدام الشبكة العنكبوتية مثل التعرض للأخبار الكاذبة أو المحتوى غير المناسب والذي ينبغي مراقبة الوصول إليه للحفاظ على سلامة الجميع خصوصا الفتيان الفتيان.
دور الآباء والمعلمين
يوضح كل ذلك أهمية دور كلا الجانبين -الأهل والمعلمون-. فعلى آباء وأمهات تثقيف أبنائهم حول كيفية استخدام هذه الوسائل באופן آمن ومنتج، وإرشادهم لاستعمالها بحكمة لتحقيق توازن بين العالمين الافتراضي والحقيقي. كذلك عليهم تقليل مدة جلوسهم امام تلك المنصات قدر الامكان,وتشجيع مشاركتها بأنشطة أخرى موروثة ثقافيا واجتماعيا مفيدة لصحتها النفسية والجسدية.
وأخيرا ولكن ليس آخراً ، تعد مسؤوليه المعلمين أيضا جليّه ؛ إذ يلزم لهم توجيه طلابه نحو طرق أفضل للاستفادة القصوى ممّا تقدمه الثورة العلمية بدون انحرافاته الباهظة .