في ضوء الحديث الديني والأثر التاريخي، يُعتبر نبي الله آدم عليه السلام الأب المؤسس للإنسانية وفقاً للمعتقدات الإسلامية والمسيحية والإبراهيمية الأخرى. فيما يتعلق بعدد أبنائه، هناك اختلافات بين الروايات والتقاليد المختلفة ولكنها تتفق عموماً حول ثلاثة منهم بارزين.
وفقاً للقرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، كان لآدم أربعة أولاد ذكر وهم قابيل وهابيل وشيث وشيث الآخر حسب بعض التفسيرات. كل واحد من هؤلاء الأبناء له مكانته الخاصة في التاريخ الديني. قابيل معروف بمأساته مع أخيه هابيل بسبب الغيرة والكراهية التي أدت إلى أول جريمة قتل بشرية مسجلة في البشرية. بينما يشار إلى هابيل كرجل صالح ومقتول مظلوما تحت ظروف غامضة. شيث، يرمز اسمه بالعبرية "أنحّاس" والذي يعني الجريء أو المقدام، وقد تميز بأنه جد نوح - وهو أحد الشخصيات الرئيسية في الكتاب المقدس وأحد الأنبيين الثلاثة الذين لم يغرقوا أثناء الطوفان العظيم كما جاء في القرآن الكريم. ويذكر أيضاً شيث آخر ولكنه أقل شهرة في الأدب الديني الإسلامي مقارنة بالأخوة السابقين.
كما تشير العديد من النصوص اليهودية والنصرانية القديمة إلى وجود بنات لأدم وحواء غير مذكور أسماءهن بشكل واضح مما يؤكد تنوع عائلة النبي آدم عليه السلام وتنوع نسبه عبر الزمان. ومع ذلك فإن التركيز الرئيسي في هذه الدراسة سيكون على الابناء ذكور نظرًا لتفرد أهميتها داخل السياقات الدينية والثقافية المتعددة.
إن دراسة أبناء آدم ليست فقط مهمة لدراسة نشأة الإنسان والتاريخ البشري بل أيضا لفهم تعاليم الدين وفلسفته الإنسانية العميقة حيث يمكن اعتبار القصة رمزا للحالة البشرية الصراع والصلاح والعلاقات الاجتماعية المعقدة التي بدأت منذ اللحظة الأولى لوجود الانسان على الأرض.