- صاحب المنشور: عبير البرغوثي
ملخص النقاش:
في العصر الرقمي الذي نعيش فيه حاليًا، أصبح من الواضح أكثر فأكثر التأثير المتعدد الجوانب للتكنولوجيا على حياتنا اليومية. بينما تقدم لنا وسائل التواصل الاجتماعي والتقنيات الحديثة العديد من الفرص للتعلم والتواصل والتطوير الشخصي، إلا أنها قد تسبب أيضًا تحديات صحية نفسية كبيرة إذا لم يتم استخدامها بحكمة. هذا المقال يدرس بعناية العلاقة المعقدة بين التكنولوجيا والصحة النفسية.
### فوائد التكنولوجيا على الصحة النفسية:
#### زيادة التواصل والإدماج:
تتيح المنصات الرقمية للمستخدمين البقاء على اتصال مع الأصدقاء والعائلة بغض النظر عن المسافة، مما يعزز الشعور بالانتماء والمشاركة الاجتماعية التي تعتبر حاسمة لصحة الإنسان النفسية. كما توفر فرصًا للأشخاص الذين ربما واجهوا عوائق جسدية أو اجتماعية للحصول على الدعم والنصح.
#### الوصول إلى المعلومات والدعم:
يمكن للقائمين بالتوعية الصحية عبر الإنترنت تقديم معلومات دقيقة ومحدثة حول مجموعة واسعة من المواضيع تتعلق بصحتك النفسية. بالإضافة إلى ذلك، يتيح وجود مجتمعات رقمية مصممة خصيصاً لدعم الأشخاص الذين يعانون من حالات نفسية محددة لهم فرصة التعامل مع الآخرين الذين يفهمون تجاربهم ويستطيعون تقديم الراحة والدعم.
#### تحسين الكفاءة الذاتية:
توفر الأدوات الرقمية طرقا جديدة للإبداع والتعبير الذاتي، مثل الفن الرقمي والشعر المكتوب رقميًا وغير ذلك الكثير. هذه يمكن أن تعزز احترام الذات والكفاءة الشخصية.
### آثار التكنولوجيا الضارة على الصحة النفسية:
#### القلق الزائد وإدمان الشاشة:
يمكن أن يؤدي الإفراط في استخدام الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر إلى الإصابة بأعراض مشابهة لإدمان المواد الأخرى؛ حيث يشعر المستخدم بالحاجة الملحة لاستخدام الجهاز حتى عند عدم حاجته إليه فعليًا، مما يؤدي غالبًا إلى تقليل وقت النوم وانخفاض الرضا العام والحالة العامة للعقل والجسد.
#### التنمر الإلكتروني والتسلط عبر الشبكة العنكبوتية:
أصبح التنمر الإلكتروني مشكلة خطيرة تواجه الشباب خاصة خلال فترة المراهقة المبكرة عندما تكون تقدير الذات وتكوين العلاقات مهمة جدًا لتطور شخصية الفرد. إن تعرض الأطفال لهذه التجارب المؤلمة خارج نطاق المدارس التقليدية يمكن أن يخلف ندوبا عميقة يصعب شفاؤها وقد تؤثر عليهم طوال حياتهم.
#### تأثير المحتوى السلبي:
إن التعرض المستمر لأخبار مؤسفة، صور مرعبة أو محتوى سلبي أخرى يمكن أن يساهم في ظهور اضطرابات الاكتئاب والقلق. بعض الدراسات تشير أيضاً إلى ارتباط طول الفترة التي يقضيها المرء أمام الشاشات بزيادة خطر الإصابة باضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD).
بالنظر لكل ما سبق ذكره، يبدو واضحًا أنه رغم كون تطلع البشر نحو التقدم التكنولوجي أمر طبيعي ومفيد للغاية، فإن هناك ضرورة ملحة لتحقيق نوع جديد من "الذكاء" - وهو ما يمكن تسميته بالذكاء الرقمي -. ويتضمن هذا النوع الجديد من الذكاء فهم كيفية الاستفادة المثلى من الآلات الخاصة بنا وكيف نتجنب الوقوع في براثن الانغماس غير الصحي بها أثناء سعينا لتحقيق حياة متوازنة وعاملة بكفاءة أكبر وبصحة أفضل عقليا وجسديا أيضا.
عبدالناصر البصري
16577 مدونة المشاركات