- صاحب المنشور: حليمة بن الطيب
ملخص النقاش:
في العصر الرقمي الحالي، أصبحت التكنولوجيا جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية. فهي توفر لنا الراحة والسرعة وتسهل الاتصال والتواصل مع الآخرين حول العالم. ومع ذلك، فإن استخدام هذه الأدوات المتطورة يمكن أن يؤثر تأثيراً عميقاً على الصحة النفسية للإنسان. يركز هذا التحليل على نقاط قوة وضعف تكنولوجيات عصرنا فيما يتعلق بالصحة النفسية، مستكشفاً كيفية تحقيق توازن صحي باستخدام الأجهزة الذكية والأدوات التقنية الأخرى.
## الفوائد الصحية للتكنولوجيا
### التواصل الاجتماعي وتحسين العلاقات
تُعتبر وسائل التواصل الاجتماعي مثل Facebook وTwitter مفيدة بشكل خاص للأشخاص الذين يعيشون بعيدًا عن أحبائهم أو لديهم علاقات اجتماعية محدودة. تتيح لهم البقاء على اتصال ومشاركة اللحظات المهمة حتى وإن كانوا جغرافياً بعيدين عن بعضهم البعض. بالإضافة إلى ذلك، تستطيع المنصات عبر الإنترنت تقديم دعم نفسي مهم للمجموعات الضعيفة التي غالباً ما تشعر بالعزلة بسبب ظروفها الخاصة.
### الوصول إلى موارد الصحة النفسية
توفر الإنترنت مجموعة واسعة من المعلومات والموارد بشأن إدارة الضغوط والإجهاد، مما يساعد الأفراد على فهم مشاعرهم والاستجابة لها بطريقة أكثر فعالية. كما يمكن للمنصات الرقمية أن تكون بوابة لإيجاد مساعدة مهنية - حيث تقدم العديد من الخدمات العلاجية جلسات علاج عن بعد والتي تعتبر خياراً مناسباً لأولئك الذين يعانون من القلق المرتبط بمرافق العناية الطبية التقليدية.
### تعزيز التعليم الصحي النفسي
يمكن للقنوات الإلكترونية نشر حملات تثقيفية حول رعاية الذات والعافية العامة بصورة جذابة وجاذبة. وهذا يساهم في زيادة الوعي العام بأمراض وأعراض الأمراض النفسية الشائعة ويعلم الناس طرق التعامل مع تلك الحالات بكفاءة أكبر.
## المخاطر المحتملة على الصحة النفسية
### الإدمان وساعات العمل الزائدة
يمكن للاستخدام المكثف للهواتف المحمولة والحواسيب الشخصية أن يؤدي إلى إدمان محتمل يُطلق عليه "الإنترنت". قد يشعر الأشخاص بالحاجة الملحة لمراجعة رسائل بريد الإلكتروني أو شبكات التواصل الاجتماعية باستمرار مما يخلق حالة دائمة من الاستنفاد وعدم القدرة على التركيز. وفي بيئة عمل افتراضية، يمكن أن تمتد ساعات العمل لوقت متأخر ليلاً وقد تتداخل مع وقت النوم المنتظم للجسم وهو أمر ضروري للحفاظ على الصحة العقلية الجيدة.
### التنمر الإلكتروني وصدمات الانفصال الافتراضي
تحتوي الحياة الواقعية أيضاً على عناصر غير مرغوب فيها لكن عالم الإنترنت لديه طابع مختلف؛ فما يحدث هناك يمكن أن يستمر ويتضخم بسرعة وبدرجة خطورة كبيرة مقارنة بالأحداث الحقيقية مباشرةً. يلعب التنمر عبر الإنترنت دورًا رئيسيًا في التأثير السلبي على الثقة بالنفس والشعور بالسعادة لدى الشباب خاصةً ممن هم في مرحلة المراهقة المبكرة. أيضًا حالات الغضب المفاجأة أو الشعور بالإقصاء بسبب فقدان الاتصال بخيوط الشبكة العنكبوتية له تأثير سلبي كبيرعلى نفسية المستخدمين ويسبب شعوراً بالفشل والخيبة أمام مجتمع رقمي شاسع ومتسارع الخطى للغاية .
## نصائح لتحقيق توازن صحي رقمي
1. **وضع حدود واضحة**: حدّد توقيت يومياً لاستعمال الأجهزة الإلكترونية واتبع جدول نوم ثابت لتجنب اضطراب الساعة البيولوجية الداخلية لجسد الإنسان .
2. **اختيارات صحية للتطبيقات والبرامج**: استخدم أدوات مراقبة الوسائط الاجتماعية وعناصر تحكم في الوقت لتقييد الوصول إليها أثناء فترات محددة خلال النهار سواء كان ذلك لقضاء بعض الوقت خارج المنزل وسط الطبيعة الطبيعية أم لساعات الدراسة الأكاديمية المسائية مثلاً .
3. **رعاية الروابط الإنسانية IRL**: قاوم الرغبات المؤقتة ذات الدافع الرقمي وانخرط بنشاط في نشاط جسديا حيا حقيقي(IRL) ،مثل الرياضة والتجمعات المجتمعية وغيرها الكثير لتجديد الطاقة وإعادة ضبط عقلك نحو أجندة أقرب لنقاط ارتكاز حياة واقعيّة مستقرة بغرض بناء روابط اجتماعية جديدة ومؤثِّرة حقا .
4.**طلب المساعدة عند اللزوم**: إذا لاحظتم أي علامات خطر مرتبطة بتغير حالتكم المزاجية المستمرة لمدة طويلة فإنه ينصح بش
عبدالناصر البصري
16577 مدونة المشاركات