عدد زوجات المؤمن في الجنة: نظرة في الأحاديث النبوية

ثبت في الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم أن للمؤمن في الجنة زوجتان، كما جاء في الحديث الشريف: "لكل واحد منهم زوجتان". وقد وردت ألفاظ هذا ال

ثبت في الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم أن للمؤمن في الجنة زوجتان، كما جاء في الحديث الشريف: "لكل واحد منهم زوجتان". وقد وردت ألفاظ هذا الحديث تتحدث عن زوجتين من الحور العين، بينما جاءت ألفاظ أخرى دون تحديد إن كانا من الحور العين أم من نساء الجنة.

أمّا الزيادة على هذا العدد، سواء أكانت عن طريق الزواج أم عن طريق التسري، فقد وردت أحاديث صحيحة ولكنها غير صريحة في الدلالة على هذه الزيادة. كما وردت أحاديث أخرى صريحة في الدلالة على هذا العدد ولكنها غير صحيحة. ومن هذه الأحاديث قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن للعبد المؤمن في الجنة لخيمة من لؤلؤ مجوفة طولها ستون ميلاً، للعبد المؤمن فيها أهلون، فيطوف عليهم لا يرى بعضهم بعضاً".

انقسمت أقوال العلماء في هذا الشأن إلى عدة وجهات نظر:

  1. القول الأول: إن للمسلم في الجنة زوجتين من نساء الدنيا، وله من الحور العين ما لا يعد بحسب عمله. ومن ذهب إلى هذا القول ابن تيمية وابن كثير. ورأى ابن حجر العسقلاني أن أقل ما يكون للمؤمن في الجنة من الزوجات اثنتين من نساء الدنيا.
  1. القول الثاني: إن للمؤمن في الجنة زوجتين من نساء الدنيا، وسبعين زوجة من الحور العين.
  1. القول الثالث: إن للمؤمن زوجتين من الحور العين، وهذا أقل عدد، ويُمكن أن يزيد عدد الزوجات بحسب حال المؤمن. وقد رأى ابن رجب أن للمؤمن زوجتين من الحور العين، وأمّا الزيادة على هذا العدد فتكون بحسب عمل المؤمن ودرجته في الجنة.

جاء في الحديث الصحيح أيضًا أن للشهداء اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "للشهيد عند الله ست خصال: يغفر له في أول دفعة، ويرى مقعده من الجنة، ويجار من عذاب القبر، ويأمن من الفزع الأكبر، ويوضع على رأسه تاج الوقار، الياقوتة منها خير من الدنيا وما فيها، ويزوج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين، ويشفع في سبعين من أقاربه".

خلاصة مسألة عدد زوجات المؤمن في الجنة هي أن الأصل في المسلم أن يطيع الله تعالى ويستقيم على أمره حتى يكون من أهل الجنة ويتنعّم بما فيها من الحور العين. مسألة عدد زوجات المؤمن في الجنة هي من الأمور الغيبيّة التي وقع فيها خلاف بين العلماء؛ فلا يُبنى عليها عمل ولا يترتّب عليها حكم.


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات