حكم تداوي المرأة عند طبيب: ضوابط شرعية وشروط ملزمة

في الإسلام، يحق للمرأة البحث عن الرعاية الطبية اللازمة بما فيها زيارة الأطباء الرجال عندما تستدعيه الحاجة. وهذا الأمر مباح بموجب عدة شروط وضوابط دقيقة

في الإسلام، يحق للمرأة البحث عن الرعاية الطبية اللازمة بما فيها زيارة الأطباء الرجال عندما تستدعيه الحاجة. وهذا الأمر مباح بموجب عدة شروط وضوابط دقيقة حرصًا على حماية كرامة المرأة وعدم تعرضها لأي نوع من الاعتداءات البدنية أو النفسية. وفقًا لآراء معظم الفقهاء المسلمين، يمكن للمرأة طلب العلاج لدى طبيب ذكر بشرطين أساسيين هما غياب البدائل النسائية المناسبة ونشوء حالة طارئة أو حاجة ملحة للعلاج. هناك أيضًا مجموعة أخرى من القواعد التي تحكم هذا الموضوع والتي تشمل:

  1. أولوية الطبيبة: ينصح بتفضيل المعالجة على يد نساء مؤهلات، سواء كن مسلمات أو من أهل الكتاب، قبل التفكير في مراجعة ذكور. وبالتالي، يتم الترتيب كالتالي: الطبيبة المسلمة، ثم الطبيبة اليهودية أو المسيحية، يليها الطبيبة الوثنية إن وجدت. وفي حال انعدام جميع خيارات النساء المتاحة، حينذاك فقط يصبح الخيار الثاني وهو الرجوع لطبيب ذكر جائزا.
  1. الحد الأقصى للكشف: يجب الاكتشاف الطبّي أن يقتصر على مناطق معينة محددة وهي وجه المرأة وكفيها وما يشابههما من المناطق الواضحة للجسد بشكل عام بغض النظر عن الحالة الاجتماعية للسائلة. بينما بالنسبة لرجل مريض يستدعى الكشف عنه، فهو مخول بعرض جسده كاملاً أمام الاطباء المؤهلين مهما كانت درجة قربهم منه نسبياً (أي ليس له حقوق خاصة هنا مثل الزوج مثلاً!).
  1. توافر المحرم: عند إجراء الفحص السريري بواسطة رجال، يلزم وجود شخص ثقة معروف لديه الورع والتقي (محارم) لحضور جلسة الاستشارة الطبية كاملة للحفاظ علي طهر العين والعقل خلال العملية العلمية واستبعاد احتمالية سوء نوايا الدافع لها أصلاً!
  1. الشرط الرابع وهو الإذن بالمراقبة : نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن تعمد التجسس أو مراقبة أي فرد بدون موافقته وذلك عبر حديثه القدسي الشهير "لو أن أحدكم اطلع عليكم بغير إذنكم فاقتلعتم عيناه لم يكن لكم بذلك سبيل"، مما يؤكد حق الإنسان برفض التدخل الغير مرغوب فيه فيما يتعلق بجسده الخاص ومعاناته الصحية الشخصية أيضاً .
  1. درجات متفاوتة للحالات الحرجة : نظرا لأن مستوى الخطورة المرتبط بالأمراض المختلفة وكذلك مستويات المخاطر المصاحبة لكل نوع مختلف لكشوفات جسم الانسان(مثل عمليات الجراحة الجراحية مقابل تناول الأدوية وحدها)، فان مدى التعامل معه يعكس نفس المستوى الأخلاقي والقانوني نفسه ولكن بنطاق اخف حدية واحتراماً اكبر لعرض الشخص صاحب المشكلة وصون حياته وممتلكاته كذلك !
  1. تأثيرات عمر وخوف الأنثى أيضا تحت اهتمام خاص : فالسن الكبير للأفراد الذكور والإناث يساهم كثيرا بإزالة الكثير من العقبات الرومانسية والنفسية لدي المقابل والذي يعمل كمصدر تهديدي محتمل لديك المحاور الآخر ولذلك فإن تجاهل تلك الزاوية الإنسانية يعد تقصيرا واضحا ويمكن اعتباره تعديًا بكافة أشكال التعريف القانوني والمعنوي المسلم التقليدي .

هذه هي أهم قضايا حول قضية تدخل الأطباء الذكور فى حياة الأمهات داخل المجتمع المدني الاسلامي الحديث وتعتبر قاعدة أساسية لفهم كيفية إدارة الدولة لشؤونه الصحية الخاصة بالإنسان عموما وفئات مجتمعيتها خصوصا وليس مجرد فرضيات نظرية جامحة بلا تطبيق عملية بالفعل!.


الفقيه أبو محمد

17997 وبلاگ نوشته ها

نظرات