التزامات وحقوق الزوجة تجاه دعوة زوجها للفراش: رؤية شرعية

إجابةً على سؤالٍ هام يلقي الضوء على جوانب مهمة من الحياة الزوجية، نستعرض الحكم الشرعي فيما يتعلق برفض الزوجة لدعوة زوجها إلى الفراش. بناءً على الأحكام

إجابةً على سؤالٍ هام يلقي الضوء على جوانب مهمة من الحياة الزوجية، نستعرض الحكم الشرعي فيما يتعلق برفض الزوجة لدعوة زوجها إلى الفراش. بناءً على الأحكام الدينية المستمدة من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، يتضح بجلاء أن استجابة الزوجة لنداء زوجها تعد جزءًا أساسيًا من واجباتها نحو بيتها وزوجها. وبالتالي فإن الامتناع بدون عذر مشروع يُعد مخالفًا لهذه الواجبات ويمكن اعتباره نوعًا من أنواع العناد والإساءة للعلاقة الأساسية بينهما.

وفقا لما أكده علماء الدين، إن على كل زوجة أن تعلم بأن حقوق الزوج تشمل قدرتها وتلبيتها لإجابته عند دعوته إلى الفراش. ومع ذلك، هناك حالات قد تسمح فيها الشريعة الإسلامية بتأجيل الإجابة بسبب وجود مبررات قاطعة مثل المرض أو الرغبة في الحفاظ على الصحة العامة للإنسانة خلال فترة الحمل مثلا. وفي جميع الحالات الأخرى، تعتبر استجابة ندائه أمرًا مطلوبًا بشدة.

وفي حال حدث خلاف وتم رفض الاستجابة، يتعين على الإسلام تحديد الخطوات المناسبة للتعامل مع الوضع. تبدأ العملية بغرس التقوى والخوف من الله عز وجل لدى الزوجة عبر التحذير والتذكير بالنعم الربانية والحكمة البالغة لقراراتها. أما لو تفاقمت الأمور ولم تحقق النصائح المرغوب فيها التأثير المنشود، حينئذ يمكن اتخاذ تدابير أكثر حسمًا كالهجر المؤقت للنوم ومراجعة تصرفاته الشخصية كالنفقة وغيرها حسب الظروف.

تجدر الإشارة أيضًا هنا إلى أهمية التعقل والعقلانية أثناء اختيار القرار النهائي بشأن الطلاق نظرًا لبقاء الروابط المقدسة بين طرفَي الزواج قائمة دائمًا. علاوة على ذلك، ينصح العديد من الفقهاء بعدم محاولة حل المشكلة بطريقة فردية بل اقتراح تقديم تنازلات متبادلة للتوصل لحلول عملية تُرضي الجميع بما يشمل اتفاقيات ذات طابع شخصي حول المدى المناسب للجماع ليسهل الوصول للسعادة والاستقرار المبنيان بشكل رئيسي على التفاهم المتبادل واحترام خصوصيات وشؤون الجانبين الخاصة بكل منهما.


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات