الصدق صفة حميدة تعود على صاحبها بالعديد من الفوائد، بينما الكذب صفة مذمومة لها عواقب وخيمة. فوائد الصدق تشمل الثناء عليه في الملأ الأعلى، كون الصدق أصل البر، والحصول على منزلة الشهيد، وحسن العاقبة في الدنيا والآخرة، وحسن الخاتمة، والتوفيق من الله تعالى، ودخول الجنة، والنجاة من المهلكات، وانتفاء صفة النفاق، والسعادة في الدنيا والآخرة، وإجابة الدعاء، وإزالة الكروب والهموم، وإلهام الصادق وتسديدة في أقواله ورزقه صدق الفراسة، محبة الناس وثقتهم به، اطمئنان النفس وراحة الضمير وسكينة القلب، زيادة الرزق وحصول البركة فيه، جلب المصلحة في الدنيا والآخرة، حفظ النعم من الزوال، سبب لاكتمال المكارم الأخلاق، وحصول الهيبة للصادق.
ومن ناحية أخرى، فإن الكذب له مفاسد عديدة، منها كتابة الكاذب عند الله تعالى في صحيفة الكاذبين إن تكرر كذبه وأصبح عادة، كون الكذب خصلة من خصال النفاق، ضعف ثقة الناس بالإنسان الكاذب وعدم تصديقه في أقواله، تضييع الأوقات على تمييز الصدق من الكذب، ضعف الثقة بمواعيد الكاذب وعدم قبول شهادته، سقوط كرامة الكاذب وسوء سمعته، وتسبب الكاذب في تخريب البلاد وتحقيق العداوات، واستلاب النعم وافتقار الأغنياء.
لتجنب الكذب، يجب على المسلم أن يعلم أن هذه الصفة تغضب الله تعالى وتوجب عقوبته، وأن يحاسب لسانه ويحافظ عليه من أن ينزلق. كما يجب عليه أن يعلم أنّه سيتصف بإحدى صفات المنافقين إن كذب، وأن يعود نفسه على قول كلمة الحق. بالإضافة إلى ذلك، يجب تربية الطفل منذ صغره على قول الصدق والابتعاد عن الكذب. ومن المهم أيضًا أن يستشعر المسلم حجم الأذى الذي سيلحق به إن كذب، وأن يعلم أن الكذب يؤدي إلى الفجور ومنه إلى النار. أخيرًا، يجب على الكاذب أن يترك مجالس الكذب والذهاب إلى مجالس الذكر.
بهذا نرى أن الصدق صفة نبيلة لها فوائد عظيمة في الدنيا والآخرة، بينما الكذب صفة مذمومة لها عواقب وخيمة.
