الحمد لله الذي أنزل القرآن هدى للناس، وجعل تلاوته من أعظم القربات. يعتبر ختم القرآن الكريم من الأعمال الصالحة التي يحبها الله تعالى، وقد حثنا النبي صلى الله عليه وسلم على قراءة القرآن وتدبره. وفيما يلي أفضل الأوقات لختم القرآن الكريم، مستندًا إلى الأدلة الشرعية:

أفضل الأوقات لتلاوة القرآن الكريم هي الليل، كما جاء في قوله تعالى: "مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ" (آل عمران: 113). كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ القرآن في الليل، كما روى أبو داود عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ القرآن في الليل".

ومن الأوقات المفضلة أيضًا ختم القرآن في شهر رمضان المبارك، حيث يزداد الأجر والثواب في هذا الشهر الفضيل. كما كان السلف الصالح يختمون القرآن في رمضان أكثر من مرة، امتثالًا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من قرأ القرآن فليسجد حتى يفرغ منه" (رواه ابن حبان).

ومن الأوقات المفضلة أيضًا ختم القرآن في ليالي الوتر، حيث يرجى فيها الإجابة والاستجابة. كما كان الصحابة رضي الله عنهم يختمون القرآن في ليالي الوتر، امتثالًا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من ختم القرآن في ليلة جمعة غفر له ما تقدم من ذنبه" (رواه الطبراني).

ومع ذلك، فإن أفضل وقت لختم القرآن هو ما يتناسب مع قدرة الفرد ووقته، مع الحرص على المواظبة على قراءة القرآن وتدبره. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله كتب الإحسان على كل شيء" (رواه الترمذي)، فالإحسان في قراءة القرآن يتضمن الترتيل والتدبر والتفكر في معانيه.

وفي الختام، فإن أفضل وقت لختم القرآن هو ما يتناسب مع قدرة الفرد ووقته، مع الحرص على المواظبة على قراءة القرآن وتدبره، والحرص على اختيار الأوقات المفضلة مثل الليل ورمضان وليالي الوتر. نسأل الله أن يوفقنا جميعًا لقراءة كتابه الكريم وتدبره.