في سورة الفرقان، يبرز القرآن الكريم سمات مميزة للمؤمنين الذين يعيشون حياتهم وفق توجيهات الرحمان. هذه السمات تشكل ثمرة إيمانية عميقة ومتعددة الجوانب. نستعرض فيما يلي مجموعة مختارة من تلك الصفات ونستكشف تأثيرها الروحي والأخلاقي.
التواضع: سير على خطى الرسل
التواضع ليس مجرد سلوك اجتماعي؛ إنه تعبير عن تقديس وجود الإنسان وإيمانه. فكما قال الله تعالى: {وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا} [سورة الفرقان، الآية 63]. هنا، يدعونا النص المقدس لنكون هادئين ومطيعميين عندما نتفاعل مع العالم من حولنا. هذا التصرف المتواضع ليس فقط احترامًا للآخرين ولكنه أيضًا انعكاس لقوة الشخصية الداخلية واليقين بالعلاقة بين الخالق والمخلوق. إن تواضع النبي محمد صلى الله عليه وسلم - مثال أعلى يمكن استلهامه - يؤكد أهمية نزعة الانكسار أمام رب العالمين.
الحلم: قوة الذات وضبط النفس
يتطلب الحلم، وهو القدرة على الصفح وتحمل الأخطاء بدلاً من الانتقام، مستوى عاليًا من قوة الشخصية وضبط النفس. فهو يساهم بشكل كبير في بناء مجتمعات متسامحة ومستدامة. يقول الله عز وجل:{ألا بالله وبحقِّه حسبُ}. فعندما نواجه مواقف تثير غضبنا، فإن حكمة توضيح الأمر وتذكير نفسنا بحقيقة الوضع تساعدنا في تجاوز مشاعر العنف واحترام حقوق الآخرين بحرص.
الابتهال والدعاء: التواصل مع الرب
الدعاء والاستغاثة بالله هما وسيلة للإنسان للتواصل مباشرة مع مصدر كل خير ووهاب لكل نعم الحياة. سواء كانت دعوات طلب رزق دنيوي مثل الأطفال الصالحين أو سعادة أخروية كالنجاة من نار جهنم، فهي جميعًا أبواب مفتوحة للاستشفاء الروحاني ولربط ارتباط وثيق برب العالمين. ويذكر لنا الكتاب العزيز قصة إبراهيم عليه السلام حين دعا بصبر وزوج صالح وقال:"يا رب ارزقني زوجة صالحة وارزقني فرجا". وهكذا نرى كيف فتح الباب واسعا أمام أحلام العبد وطموحاته ليصل بها للقرب الأكبر من مولاه.
الخوف من الله: أساس التقوى
ليس الخوف مطلبا عصبي ولا مرهوبا منه بل هو الشعور بالإلتزام بما أمر به رب السماوات والأرض واتقاء المحرمات كما نهانا عنه جل وعلى. وقد أكد القرآن الكريم ضرورة شعور المسلم بهذا الخوف قائلا"{وَيَخِشَ عَذَابَ الأُخْرَى}"[فصلت:41] فالخشية حق لله تعالى فوق كل خشيّة وفوق كل محبة وغرام . إنها مرتكز ترسيخ العقائد والإيمان الجامح مما يقود لصلاح الفرد وصلاح المجتمع الأوسع بإذن الوهاب القدير.\
ومن هنا تأتي أهمية فهم واضح لعظم المصير الأخروي لما لهذه المعرفة المؤثرة البالغ تأثيرها على تفكير المسلم لسلوك النهج الأمثل لتحقيق رضى المنعم رب العالمين.
بالإضافة إلى هذه الصفات الرئيسية، هناك العديد غيرها والتي تطرق لها سورة الفرقان أيضا كممارسة التأمل الليلي "التهجد" ،والحرص على الاعتدال بين إسرافٍ وتقنين, والحذر ممن اتخذوا للشيطان ولياً ,ومنع الظلم بجميع صوره ابتداءً بمقتل الأنفس الطاهرة وانتهاء باستباحة ممتلكات الغير عبر فعل الفاحشة والمعاصي والسلوك الكاذب وغيرذلك الكثير! وكلٌ هدفه النهائي الوصول لتطبيق أقOEM norms in Islam، وذلك امتداد لمنطق الدين الإسلامي الراسخ والذي يأمر بالتوقف عند حدود الحلال والحرام تمام الوقوف والانطلاق نحو طريق الاستقامة والرشاد مهما بلغ الليل مداه..