تعد سورة الإسراء واحدة من السور المكية، حيث يرى معظم العلماء أن جميع آياتها مكية باستثناء ثلاث آيات، وهي: قوله تعالى "وَإِن كادوا لَيستفزونك حين جاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفد ثقيف" (الإسراء: 73)، وقوله "وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ" (الإسراء: 80)، وقوله "إِنَّ رَبَّكَ أَحاطَ بِالنَّاسِ" (الإسراء: 85). وقد ذكر ابن مسعود -رضي الله عنه- أن سورة الإسراء تتضمن قصصًا عن بني إسرائيل، مثل قصة الكهف ومريم.
تبدأ السورة بآية عظيمة في التنزيه، حيث يقول الله تعالى "سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير" (الإسراء: 1). هنا، يصف الله تعالى رحلة الإسراء التي قام بها النبي محمد ﷺ، حيث أسرى به من المسجد الحرام في مكة إلى المسجد الأقصى في القدس. هذه الرحلة هي دليل على قدرة الله تعالى وعظمته، حيث أظهر للنبي ﷺ بعض آياته العظيمة.
وتتطرق السورة إلى موضوعات مختلفة، مثل العقيدة الإسلامية، والقرآن الكريم، وموقف القوم منه، وسلوك الإنسان، وأسس المجتمع الإسلامي السليم. كما تتناول السورة قصصًا عن بني إسرائيل، مثل قصة آدم، وتذكر طرفًا من قصة موسى عليه السلام.
وتتميز سورة الإسراء بتنزيه الله تعالى عما يقوله المشركون، وتؤكد على رسالة الإسلام السامية. وتعد هذه السورة مصدرًا غنيًا للفهم العميق للعقيدة الإسلامية والسلوك الإنساني في ضوء تعاليم القرآن الكريم.