في سياق الدين الإسلامي، يناقش الحكم الشرعي لاستخدام وسائل منع الحمل بتمعن دقيق. بشكل عام، الشريعة الإسلامية تشجع على التكاثر وتؤكد على أهميته للأمة، مما قد يجعل تحديد النسل غير مرغوب فيه حسب بعض التفسيرات التقليدية. ومع ذلك، هناك ظروف محددة يمكن فيها اعتبار استخدام هذه الوسائل جائزا.
أولاً، عندما يشكل الحمل خطورة صحية كبيرة على الأم بسبب المرض أو الضعف الجسدي أو تكرار الحمل سنوياً، يُعتبر الاستعانة بوسائل لمنع الحمل مبرراً ومقبولا دينياً. ثانياً، بشرط الحصول على موافقة زوجها واستشارة طبيب متخصص حول الآثار الصحية للوسيلة المستخدمة، ويمكن اعتبار هذه الخطوة جزءاً من "تنظيم الحمل"، وهو مصطلح يستخدم للإشارة إلى اختيار الوقت المناسب للحمل بناءً على الاعتبارات الصحية والنفسية والمادية للعائلة.
من المهم التشديد هنا أن الشريعة الإسلامية تشدد أيضاً على الأخلاقيات الاجتماعية والأخلاق الشخصية عند اتخاذ مثل هذا القرار. لذلك، يُشدد على أن استعمال وسائل منع الحمل يجب أن يحدث لفترة زمنية قصيرة فقط لأسباب خاصة بالصحة وليس كوسيلة مستمرة لتحديد النسل. إن الغرض الرئيسي هو تحقيق توازن بين رعاية الأفراد ضمن المجتمع والحفاظ على القواعد الرئيسية للتكاثر التي دعا إليها الإسلام.
وفي النهاية، يتم التأكيد دائما على دور المستشير الديني المحترم والطبيب المؤهل في تقديم المشورة بشأن الصحة البدنية والدينية قبل اتخاذ قرار باستخدام وسيلة لمنع الحمل.
