حكم الصلاة بالملابس التي تحتوي على صور: دراسة فقهية

حكم الصلاة بالملابس التي تحتوي على صور هو موضوع مهم في الفقه الإسلامي، حيث يبحث المسلمون عن التوجيه الشرعي فيما يتعلق بلبس الملابس التي تحمل رسومات أو

حكم الصلاة بالملابس التي تحتوي على صور هو موضوع مهم في الفقه الإسلامي، حيث يبحث المسلمون عن التوجيه الشرعي فيما يتعلق بلبس الملابس التي تحمل رسومات أو صور لذوات الأرواح. وقد ذهب العلماء إلى القول بكراهة الصلاة في الثوب الذي فيه رسوم أو صور، وذلك لأن هذه الصور والرسوم تلهي وتشغل عن الصلاة، مما يتعارض مع حث الشريعة الإسلامية على حضور القلب في الصلوات وعدم الانشغال عنها بالنظر إلى الأشياء والصور. كما كرهت الشريعة الإسلامية تزيين المحاريب ونقش حيطان المساجد لأن ذلك يشغل عن الصلاة.

وعلى الرغم من كراهة الصلاة في الثوب الذي فيه صور، إلا أن صحة الصلاة لا تتأثر، فصلاة المسلم صحيحة مع ترتب الإثم عليه نتيجة هذه الصور المحرمة. وهذا ما أفتى به العلماء، ومنهم العلامة ابن باز رحمه الله، حيث قالوا بأن الصلاة في الملابس التي عليها صور لإنسان أو حيوان لا تجوز، وسواء كانت تلك الثياب أردية أو عمامة. ومع ذلك، فإن صحة الصلاة لا تتأثر، كما هو الحال في الصلاة في لباس الحرير للرجل، حيث تصح الصلاة منه مع الإثم، وكذلك الصلاة في الثوب المغصوب.

ومن المهم ملاحظة أن الصلاة في الملابس التي تحتوي على صور لذوات الأرواح غير جائزة، ولكن صحتها لا تتأثر. وقد نقل عن الإمام النووي كراهة الصلاة في الثوب الذي فيه صور استدلالاً بما جاء في السنة النبوية المطهرة، حيث روي عن السيدة عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في خميصة لها أعلام، فقال: "شغلتني أعلام هذه، اذهبوا بها إلى أبي جهم، وأتُونِي بأنبجانية".

وفي الختام، يجب على المسلم أن يتجنب لبس الملابس التي تحتوي على صور لذوات الأرواح أثناء الصلاة، ولكن صحة الصلاة لا تتأثر، مع ترتب الإثم على من فعل ذلك.


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات