في الحديث النبوي الشريف، يؤكد النبي محمد صلى الله عليه وسلم على أهمية غض البصر كفضيلة دينية وأخلاقية عالية. يقول النبي الكريم:"إياكم والجلوسَ في الطرقات"، مشددًا على ضرورة احترام خصوصيات الآخرين وعدم التحديق بهم. وهو الأمر الذي يتضمن أيضًا عدم تحديق المرأة أثناء مرورها أمام الرجال المسلمين. وفي هذا السياق, يشدد النبي أيضاً على واجبات المسلم تجاه المجتمع عندما أمر بغض البصر، والكف عن إيذاء الآخرين، ورد السلام، ونشر المعروف والدعوة إليه، ومقاومة المنكر. هذه الفضائل ليست مجرد مبادئ أخلاقية فقط ولكنها جزء أساسي من تعليم الإسلام.

يعد غض البصر عبادة فريدة وهي أمر مباشر من الله سبحانه وتعالى. إنه طريق لدخول الجنان، فهو يحمي القلوب والأرواح من الانجراف نحو الخطيئة والمعاصي. بالإضافة لذلك، يعد واحدا من الحقوق التي تستحقها الطرق العامة. إنها أيضا واحدة من أهم الوصايا الدينية من قبل الرسول الأعظم. بل ويعتبر البعض غض البصر أكثر اهمية حتى من مراقبة اللسان. وبالتالي، عدم القيام بذلك يشير الى ان الشخص ليس له اعتبار لما يسميه بالعفاف والإستحياء من الرب القدير.

للقيام بهذا العمل العظيم العديد من الثمرات والفوائد الرائعة. منها طاعة لإرادة الله عز وجل واتباع تعليماته واضحة وصريحه حول ما يجب تجنبه من رؤى غير مشروعه. بالإضافة لذلك، يمكن اعتباره نوع من أنواع الأخلاق الحميده والحفاظ عليها تعتبر صورة مميزة للقيم الإنسانية. خلال فترة الجاهلية كانت مهارات مثل الغضب والتسامح معقدة للإدارة بشكل صحيح؛ لكن الآن مع ظهور الدين الاسلامي أصبح ذلك ممكن التحقيق بسهولة عبر اتخاذ قرار بسيط وهو "غض البصر". بالتالي يتم منع انتشار تدهورات اخلاقية اجتماعية أخرى مرتبطه بانفلات نظر الناس بدون رقيب.

علاوة علي ما ذكر اعلاه فان غض البصر يعمل كمصدر قوة واستعداد داخلي ضد شهوات الدنيا والشيطان نفسه. وهذا يؤدي الي زيادة تقديس الذات واحترام روحية الإنسان الروحية. كذلك يعطي الشعور بالأمان والثقة داخل القلب وعلى مستوى التفكير مما يجعل المرء قادر على التعامل بالحكمة والحذر. علاوة على كل تلك الجوانب الإيجابية المختلفة الاخرى المتعلقة بجوانب الحياة الروحية والجسدية والذي ينتج عنها نتيجة نهائية رائعة بلا مقابل وهي حفظ الفروج والعفاف الذاتي للحافظ الخالص لقواعد غض البصر. أخيرا وليس آخرا، يبقى غض البصر رمز للت purifification(التنقية) للروح ومنطقة واسعة للتطور الشخصي الداخلي للعبد المحب والحريص لنيل رضا مولاه الكريم جل وعلى قدرته وربوبيته لعباده جميعا اجمعين آمين يا رب العالمين!