حديث الرسول ﷺ عن الخلافة على منهاج النبوة هو حديث نبوي شريف ذو أهمية كبيرة في فهم طبيعة الحكم في الإسلام. روى الإمام أحمد عن النعمان بن بشير ﵁ الله، قال: كنا جلوساً في المسجد فجاء أبو ثعلبة الخشني فقال: يا بشير بن سعد أتحفظ حديث رسول الله ﷺ في الأمراء، فقال حذيفة: أنا أحفظ خطبته. فجلس أبو ثعلبة. فقال حذيفة: قال رسول الله ﷺ: تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكًا عاضًا فيكون ما شاء الله أن يكون، ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها، ثم تكون ملكًا جبرية فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، ثم سكت.
هذا الحديث يشير إلى مراحل متعددة من الحكم في الإسلام، تبدأ بالنبوة ثم تنتقل إلى الخلافة على منهاج النبوة، والتي تشمل خلافة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم. هذه المرحلة هي مرحلة الحكم على أساس الشريعة الإسلامية، حيث يكون الحكام على نهج النبي ﷺ. بعد ذلك، يأتي مرحلة الملك العضوض، والتي تعني الحكم التعسفي والظلم، ثم مرحلة الملك الجبري، والتي تعني الحكم بالقهر والجبر. أخيراً، تعود الخلافة على منهاج النبوة مرة أخرى.
وقد صحح هذا الحديث الألباني في السلسلة الصحيحة، وحسنه الأرناؤوط. كما ورد شاهد عن سَفِينَةُ ﵁، قال: قال رسول الله ﷺ: الْخِلَافَةُ فِي أُمّتِي ثَلَاثُونَ سَنَةً، ثُمّ مُلْكٌ بَعْدَ ذَلِكَ. ثُمّ قَالَ سَفِينَةُ: امْسِكْ عَلَيْكَ خِلَافَةَ أَبي بَكْرٍ، ثُمّ قَالَ: وَخِلَافَةَ عُمَرَ وَخِلَافَةَ عُثْمانَ، ثُمّ قَالَ لي: امسِكْ خِلَافَةَ عَلِيّ قال: فَوَجَدْنَاهَا ثَلَاثِينَ سَنَةً.
من المهم ملاحظة أن هذا الحديث لا يعني تحديداً لأسماء الخلفاء الراشدين، ولكن يشير إلى طبيعة الحكم في الإسلام خلال هذه المراحل المختلفة. وقد عمل الخلفاء الراشدون على التمسك بالهدي النبوي في جميع الأمور، سواء كانت صغيرة أو كبيرة. ومع ذلك، إذا لم يكن هناك نص نبوي واضح في مسألة معينة، فقد اجتهدوا فيها كما حصل في مسألة جمع القرآن ومسألة العول.
في الختام،