في الشريعة الإسلامية، يُعتبر الذكر بالغًا عندما يصل إلى سن معينة أو يُظهر علامات محددة للنمو والبلوغ الجسدي والنضوج العقلي. سنُّ البلوغ القانونية في الإسلام بالنسبة للذكور هي الخامسة عشرة سنة هجرية كاملة. ومع ذلك، هناك مؤشرات أخرى تدل على دخول الذكر مرحلة النضوج المبكر والتي تشمل عدة جوانب مهمة. أول هذه المؤشرات هو "الاحتلام"، وهو حلم جنسي يؤدي إلى خروج المني أثناء النوم، مما يشير بشكل قاطع إلى اكتمال نضجه الجنسي وانتهاء الطفولة. ويأتي بعد ذلك ظهور شعر الجسم الخشن المعروف باسم "شعر العانة" حول منطقة الفرج. وبالتالي فإن وجود إحدى هاتين العلامتين يكفي لاستحقاق الشخص حقوق البالغين وواجباته الدينية والقانونية.
وعلى الرغم من الاعتبار الرسمي لعمر خمسة عشر عاما كحد أدنى لاعتبار المرء بالغا قانونيا، إلا أنه يمكن اعتبار الأشخاص الذين هم في سن الرابعة عشرة وما فوق قادرين بالفعل على اتخاذ القرارات الشخصية واتمام الأعمال التجارية وغيرها مما يحتاج لقرار مستقل بناء علي قدرتهم المعرفية والجسدية. هنا تجدر الإشارة مجددا بأن السن المعتمد لهذه المواصفات يتم حسابه حسب التقويم الهجري وليس الغربي حتى يتوافق التاريخ المستخدم دائما مع أحكام الشريعة المطابقة لسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
وبالوصول إلي مرحلة البلوغ سواء بإكمال أحداث العمر القانوني أو تلقي تلك العلامات البدائية تباعا ، يدخل الأفراد تحت طائلة القوانين الدينية ويتحولون بذلك لأصحاب تكاليف دينية واجتماعية جديدة . فبعد البلوغ، تعتبر جميع الشعائر والأفعال التعبدية مثل الوضوء والصلاة والصوم والحج إلزامية وملائمة لكل مسلم مواظب علي شعائره الدينية . بالإضافة لذلك ، تتغير حالة الشهود المدعى بها أيضا لتقبل شهادة الرجال البالغين فقط لأنهم أكثر أهل التأثر بالقضايا المحورية وأهل الحكم فيها بصورة واضحة ومنطقية. وعلاوة علی ذلك ، یؤدی ارتکاب المخالفات الی فرض حدود شرعیة متعلقة باختلاف الأنواع والمخالفات نفسها لكنها لاتطبق الا عقب استكمال مراحل بلوغ الإنسان الي كماله النفسي والعقلي وغیرهما ممن يستدعیه الأمر حتی يحاسبه المجتمع بالسجل السوداء لماقدمه من أعمال سوئ وسلوكيات سيئه قد تؤخذ علیه يوم الحساب الكبير.وأخيرا ، فان تحقيق الاستقلال العملي يعد جزء أصيل ضمن مفردات الحياة الجديدة للأطفال المنقولين حديثآ لسوق العمل نتيجة حالات وفاة الآباء مثلاً ،حيث يسمح لهم حينها باستخدام موارد الدولة الخاصة بهم بحرية وصورة مستقله تمام التحكم بدون مشاركة أفراد الاسرة الأخرى فيما يتعلق باتخاذ قرار بشأن إدارة 재산 الخاص بهم وتحقيق الذات المستقل المستقبلی.