الحمد لله الذي كرم المرأة في الإسلام ورفع مكانتها، فجعلها شقيقة الرجل في الإنسانية والمسؤولية، وأعطاها حقوقها كاملة دون نقصان. إن الإسلام لم يفرق بين الرجل والمرأة في الإنسانية، بل جعلها شقيقة الرجل في الحقوق والواجبات، كما قال تعالى: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ" (الحجرات: 13).
لقد كرم الإسلام المرأة في مختلف جوانب حياتها، بدءًا من كونها إنسانة مكلفة مسؤولة كاملة المسؤولية والأهلية كالرجل، مجزية بالثواب والعقاب مثله. كما كرمها كأنثى، وحماها كبنت، وزوجة، وأم. يقول الشيخ القرضاوي: "كرم الإسلام المرأة إنسانا حين اعتبرها مكلفة مسؤولة كاملة المسؤولية والأهلية كالرجل مجزية بالثواب والعقاب مثله".
ومن مظاهر التكريم للمرأة في الإسلام المساواة في الإنسانية، حيث قال تعالى: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ". كما أكد الإسلام احترام شخصية المرأة المعنوية، وسواها بالرجل في أهلية الوجوب والأداء، وأثبت لها حقها في التصرف ومباشرة جميع العقود كحق البيع، وحق الشراء وما إلى ذلك.
وفي مجال الأسرة، كرم الإسلام المرأة كأم، حيث جعلها محور الأسرة ومركزها، وأمر بالبر بها والإحسان إليها. كما جعل لها حقوقًا واضحة في الزواج والنكاح، حيث أكد على أهمية اختيار الزوجة ذات الدين، وجعل النكاح عقدًا مشروعًا ومباركًا.
وفي المجتمع، لعبت المرأة دورًا كبيرًا في التوعية والدعوة إلى الله، حيث كانت معلمة ومعلمة، داعية ومعلمة لغيرها. كما شاركت في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ودفعت حاجة أخواتها من بنات جنسها.
وبالتالي، فإن مكانة المرأة في الإسلام هي مكانة سامية ومرموقة، حيث كرمها الإسلام ورفع مكانتها في مختلف جوانب الحياة.