- صاحب المنشور: هالة البوخاري
ملخص النقاش:
في العصر الرقمي الحالي، أصبح للإعلام الاجتماعي دور بارز ومؤثر للغاية في تشكيل وتوجيه آراء الجمهور العالمي. تجاوزت وسائل التواصل الحديثة كالفايسبك والتويتر وإنستجرام مجرد أدوات للتواصل الشخصي لتتحول إلى منصات مؤثرة قادرة على خلق حوار مجتمعي واسع وتشكيل اتجاهات رأي عام قوية حول مختلف القضايا السياسية والثقافية وغيرها. هذا التحول قد فتح أبوابًا جديدة أمام الأفراد والجماعات للوصول مباشرة للمستهلكين والمعلقين، مما يعكس قوة التعبير الفردي وتأثير الدعوة الجماهيرية بذاتها.
لكن مع هذه الفرصة الكبيرة تأتي تحديات كبيرة أيضًا. فعلى الرغم مما توفره وسائل التواصل من مرونة وانتشار واستقلالية نسبية، إلا أنها غالبًا ما تكون عرضة لانتشار الشائعات والاستقطاب السياسي والمعلومات المغلوطة التي يمكن نشرها بسرعة وبشكل كبير عبر الشبكات الاجتماعية. هنا يأتي أهمية النظر في كيفية توازن الإيجابيات والسلبية لهذه الأدوات الجديدة عند دراسة تأثير وسائل الاعلام الاجتماعيعلى تكوين الراي العام.
التفاعلات البشرية على الإنترنت: المحرك الأساسي للتأثيرات المجتمعية
إن طبيعة الانترنت وتكنولوجيا المعلومات تجعل منه بيئة مثالية لتجمع الأفكار المختلفة والمناقشات الحيوية حول مواضيع متعددة. يوفر الإعلام الاجتماعي مكاناً فريداً حيث يمكن للأفراد مشاركة قصصهم وأرائهم وآراء الآخرين بشأن موضوعات متنوعة بداية من الحقوق المدنية وحتى الأحداث الرياضية العالمية؛ وهذا يخلق ثقافة نقاش مفتوحة ومتنوعة تعكس تعقيد الواقع المعاصر للنظام المجتمعي الحديث عالمياً.
بالإضافة لذلك فإن سهولة الوصول للمعلومات جعلته أكثر شمولية وتعطي الفرصة لأكثر فئات الشعب استضعافا بصوت أعلى مما كان ممكن سابقا. ولكن رغم ذلك فقد تعرض الإعلام الجديد والنظم التقليدية أيضاً لنواقص تتعلق بطبيعة الخصوصية والأمان لدى مستخدمي هذه المنصات ، وهو أمر يستحق البحث والتقييم المستمر لحماية الأمورالحساسة الشخصية والعامة على حد سواء .
**تأثيرات المحتوى والصياغة اللغوية**:
التوجه نحو الاستخدام الواسع لموقع اليوتيوب كمصدر رئيسى للاخبار والبرامج التعليمية يشير لعلاقة وثيقة وطيدة بالتغيرات الثقافية المتسارعه والتي تستهدف جيل الشباب عادة ؛ لذا فان دراسة محتوى تلك الفيديوهات وتحليله من أجل فهم أفضل لما يناسب جمهور المشاهدين الأصغر سنًا لهو امر ضروري لفهم عميق لقضية بناء الرأي العام عبر العالم الإلكتروني . كما انه بحاجة لإعادة ترتيب الأولويات ضمن مجال الصحافه والإعلام المطبوع والمسموع لتحقيق التكامل الأنسب بين الاثنين داخل عصرنا الحالي الذي يتميز بتداخل الوسائل الإعلامیه.
**الإعلام الذكي مقابل الترند الشائع**:
إحدى أكبر المفاهيم الخاطئه المرتبطة بوسائل الاتصال الاجتماعية هي الاعتقاد بأن كل ما يصنع ترنيدا يحقق نجاحا شعبيا هو بالضروره مضمون جيّد ويتوافقمع المقاييس الأخلاقيه والقانونيه . بل بالعكس تماما ، فتلك الظاهرة تعرف أيضا بانفتاهات "التريند" والذي يعد عكس مصطلح "الأخبار"،فهناك فرق شاسع إذ تعتمد الأخيرة على التوثيق الدقيق بينما يتجه التركيز الأول نحو التشويق والفخامة البصرية بغرض جذب انتباه الناس لاسباب مختلفة غير ذات علاقة بجودة المضمون والكفاءه الاخباريه المعتمدة عليه أساسا ।
##### مراجعة علم النفس الجمعي :
من وجهة نظر نفسية تسعى لهذا النوع الدراسات الى فهْم كيف تؤثر الأفكارالجماعيه علي تفكير الأفرادمجتمعيًا وعندما نتطرق للاستطلاعات الرآيئة العامة نجدان نظريات اجتماعية مهمة مثلنظرية "الشعوب الغاضبة"والذي تدعي ان الصخب الثوري الناجمعن خلاف سياسةأو قضائي محددة ليس بالأمرالنادروانظريه أخرى تقترح وجود ظاهرة'الدوامة الحماسيه 'فى حالة الشعوب المتحمسة القادرهعلي تحقيق تغيير جذري إذا تم دمج الحافز مع القدرة التسويقية المناسبة .