ليلة الإسراء والمعراج هي واحدة من أهم الأحداث في تاريخ الإسلام، حيث أكرم الله تعالى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بهذه الرحلة الميمونة. الإسراء لغةً يعني السير ليلًا، وهو انتقال النبي صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام بمكة إلى المسجد الأقصى بالقدس في رحلة أرضية بقدرة الله تعالى. أما المعراج فهو رحلة سماوية، حيث عرج النبي صلى الله عليه وسلم من بيت المقدس إلى السماوات العلا، ومنها إلى سدرة المنتهى، وحتى لقى الله سبحانه وتعالى، ثمَّ الرجوع إلى المسجد الحرام.
توقيت هذه الرحلة محل خلاف بين العلماء، ولكن أئمة النقل قالوا إنها حدثت مرة واحدة بعد البعثة، وقبل أن يهاجر النبي صلى الله عليه وسلم. واختلفوا أيضًا في كون النبي صلى الله عليه وسلم أسري به بروحه وجسده معًا، أو بروحه فقط، وأكثر العلماء على أنه قد أسري وهو يقظ بجسده وروحه.
أحداث الإسراء والمعراج تشمل انتقال النبي صلى الله عليه وسلم برفقة جبريل على دابة البراق إلى بيت المقدس، حيث صلى إمامًا بالأنبياء عليهم السلام. ثم عرج به إلى السماوات العلى، ومنها إلى سدرة المنتهى، حتى لقى الله تعالى، وهناك فُرضت على المسلمين خمس صلوات في اليوم، وهي الفجر، والظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء.
من الدروس المستفادة من هذه الرحلة العظيمة أن جزاء الداعية الصابر المشتغل بالدعوة والمتحمل للأذى في سبيلها عظيم. كما أنها دليل على الرابط التاريخي الوثيق بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى، ودليل على أن الأديان السماوية مصدرها واحد وأن الإسلام هو الدين الخاتم لها. بالإضافة إلى ذلك، تضمنت هذه الرحلة تبشيرات وتحذيرات، وفيها دليل على وجود صراع بين التصديق والتكذيب.
هذه الرحلة الميمونة هي شهادة على قدرة الله تعالى وعظمته، وتذكرنا بأهمية الصلاة وأهميتها في الإسلام. إنها رحلة إيمانية عظيمة تلهمنا بالصبر والثبات في سبيل الدعوة إلى الله تعالى.
