ظلم الزوج تجاه زوجته: انتهاكٌ لحقوق الإسلام وتعظيم لجرائمه

يشدّد الدين الإسلامي الحنيف على ضرورة تعامل الرجال مع النساء برفق وعطف واحترام متبادل. فقد أكد الرسول صلى الله عليه وسلم على أهمية حقوق الزوجة وطرق ال

يشدّد الدين الإسلامي الحنيف على ضرورة تعامل الرجال مع النساء برفق وعطف واحترام متبادل. فقد أكد الرسول صلى الله عليه وسلم على أهمية حقوق الزوجة وطرق التعامل المناسب منها، قائلاً "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه"، وفي الحديث الآخر يُبيِّن النبي الكريم حكمَ الرجل المؤمن بما له وما عليه نحو زوجته: "إِذَا دَعَا الرَّجُلُ زَوْجَهُ وَهو مُرْتَدٍّ مِنْ صَلَاةِ الْعِشَاءِ قَالَ: هَي هَي!". إن هذه التعليمات النبوية تشير بوضوح إلى دور الزوج كراعٍ ومربي وصاحب بيت مسؤول.

إن تحريم القرآن الكريم لكل أنواع العنف ضد المرأة يشكل خطوطاً واضحة لما يمكن قبوله اجتماعياً وفكرياً داخل المجتمع المسلم التقليدي. يقول الحق سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: {ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه}. هنا تنطلق رسالة شديدة الوضوح بأن تعدي الحدود المنصوص عليها شرعا يعد ذنب شخصي يدين صاحب الأمر أمام رب العالمين. وهذه الظلال الدينية تلقي الضوء بشكل خاص حول آثار سوء المعاملة التي قد يأتي بها بعض الأفراد ضاربين عرض الحائط بتعاليم سيد البشرية محمد المصطفى وآيات الرحمن الرحيمة. إنها صورة صادقة جداً لشخصيته المتفردة الخالية من كل آفات النفس ولغتها الواضحة غير القابلة للتفسير الباطني الضيق.

وفي المقابل فإن العقوبات المرتبطة بالإساءة والاستبداد تكون مشددة للغاية حسب الاعتقاد العام لسلوك خاطئ كهذا. وفقاً للشريعة المحمدية تأمر الدعوة العامة بمقاومة هذا الانحراف الأخلاقي ومعاقبة مرتكبيه بالنار والعقاب اللافح نظرا للأثر المدمر الذي يلحق بالمستهدف من مثل تلك التصرفات الوحشية وغير الإنسانية والتي تمثل انزلاقاً راثيا للحياة الاجتماعية الطبيعية المشيدة على أساس الألفة والتراحم والمودة والأمان الداخلي والخارجي الأسري -والذي غالبًا يفقد روحه بسبب تداعيات هذا النوع من التجرد النفسي والجفاف الشعوري السلبي.

وعلى الرغم مما تقدم إلا أنه رغم فداحة الخطيئة المستترة خلف ظل ظل الظلم المنتشر إلا أنها تبقى قابلة للإصلاح بداعي التوبة النصوحة وإعادة النظر في طرق التواصل اليومي وبخاصة عندما تصدر منهم نداءات إصلاحية بنفس طاهر عف أملاً بأن تتقبل دعوات المغفرة قبل حلول ساعة الجزاء الأكبر لتكون لهم نورا ونعمة أبدا. ثم هل هناك شئ أجمل من رؤية أسرة سعيدة تتمتع بالألفة والحنان وسط بيئة متوازنة مبنية علي حب الخير والكرامة؟ بالتأكيد سيكون لذلك وقعه الكبير بإذن الله.


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات