الخلوة الشرعية هي مصطلح له أهمية كبيرة في الفقه الإسلامي، حيث يختلف العلماء في تحديد تعريفها الصحيح. وفقًا للحنفية، تعتبر الخلوة الشرعية هي التي لا يوجد فيها مانع من الوطء، سواء كان هذا المانع طبيعيًا أو شرعيًا أو حقيقيًا. بينما يرى المالكية أن الخلوة الشرعية هي خلوة الاهتداء، والتي تتمثل في وجود الزوج مع زوجته في مكان يمكن إغلاق بابه أو إرخاء ستوره، بحيث لا يمكن لأحد أن يطلع عليهما. أما الحنابلة فيرون أن الخلوة الشرعية هي التي تكون بعيدًا عن أي مميّز صبي أو غير صبي، بشرط أن يكون الزوج قادرًا على وطء مثله وأن تكون الزوجة يوطأ مثلها، دون أن تمنعه من الوطء.
فيما يتعلق بالخلوة بين الخاطبين، يجوز للخاطب النظر إلى وجه خطيبته وكفيها وما يظهر من جسدها، ولكن دون ملامسة وجهها أو كفيها أو النظر إليها بنظرة فيها شهوة. ومع ذلك، فإن الخلوة الكاملة مع المخطوبة محرمة، لأنها قد تؤدي إلى الوقوع في المحظورات.
هناك أنواع مختلفة من الخلوات في الشريعة الإسلامية، منها ما هو مباح ومنها ما هو محرم. الخلوات المباحة تشمل الخلوات بين الرجال أو النساء أنفسهن أو بين الرجل وزوجته أو بين الرجل ومحارمه من النساء. أما الخلوات المحرمة فتتضمن خلوة الرجل بامرأة أجنبية عنه وخلوة الرجل مع أجنبية مع وجود غيرهما، إلا في حالات معينة مثل سفر داخل البلد أو كون الرجل سائقًا وأمن الفتنة.
يجب على المسلمين الانتباه إلى أحكام الخلوة الشرعية والالتزام بها لتجنب الوقوع في المحظورات والمحرمات.
