الاستئذان في الإسلام هو من الآداب العظيمة التي جاءت بها الشريعة الإسلامية، والتي تهدف إلى تحقيق الرفعة والسمو للمجتمع المسلم. هذا الأدب يحمي حرمة البيوت ويحافظ عليها، ويمنع الاطلاع على العورات، ويراعي مشاعر الناس الذين لا يريدون إظهار أشياء غير مناسبة أمام الغرباء.

يقول الله تعالى في القرآن الكريم: "يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتًا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها" [النور: 27]. هذا الآية الكريمة تؤكد على أهمية الاستئذان قبل دخول بيوت غير بيوتنا، حتى نستأنس ونشعر بالأمان والراحة، ونحترم خصوصية الآخرين.

كما أمر الله سبحانه وتعالى في سورة النور: "وإذا بلغ الأطفال منكم الحلم فليستأذنوا كما استأذن الذين من قبلهم" [النور: 59]. هذا يدل على أن الاستئذان ليس فقط للأكبر سنًا، بل حتى الأطفال الذين بلغوا الحلم يجب أن يستأذنوا عند دخول بيوت غير بيوتهم.

وعن أبي موسى الأشعري ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: "الاستئذان ثلاث، فإن أُذِنَ لك وإلا فارجع" متفق عليه. هذا الحديث الشريف يوضح أن الاستئذان يجب أن يكون ثلاث مرات، وإذا لم يُسمح لك بالدخول، فعليك الرجوع.

وعن سهل بن سعد ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: "إنما جعل الاستئذان من أجل البصر" متفق عليه. هذا الحديث يبين أن الاستئذان هو وسيلة لحماية البصر من النظر إلى ما لا يجوز رؤيته، مما يحافظ على كرامة الإنسان وخصوصيته.

في الإسلام، الاستئذان ليس مجرد آداب اجتماعية، بل هو جزء من العقيدة الإسلامية التي تحث على الاحترام والتعاون بين أفراد المجتمع. فهو يعزز من قيم التعاون والتآزر بين المسلمين، ويحافظ على كرامة الإنسان وخصوصيته.

وبالتالي، فإن أدب الاستئذان في الإسلام هو وسيلة لتحقيق مجتمع إيماني مترابط ومتعاون، حيث يحترم كل فرد خصوصية الآخرين ويحافظ على حرمة بيوتهم.