في السنة النبوية المطهرة، وردت العديد من الأحاديث التي تتناول كيفية قضاء الدين، حيث علم النبي محمد صلى الله عليه وسلم صحابته أدعية تساعد على تفريج الهموم وقضاء الديون. من هذه الأدعية، ما رواه أبو أمامة الباهلي رضي الله عنه، حيث قال: "علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاء يعين على قضاء الديون، وتفريج الهموم، وفي هذا الدعاء يردده المسلم صباحاً ومساء قوله عليه الصلاة والسلام: (اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال)".
وقد جرب أبو أمامة هذا الدعاء حتى قضى الله دينه وأذهب عنه همه. كما روي عن سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه علم مكاتباً دعاء علمه أياه رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فيه: "اللهم اكفني بحلالك عن حرامك، وأغنني بفضلك عمن سواك".
وتحذر الشريعة الإسلامية من الديون لما يترتب عليها من مفاسد على مستوى الفرد والمجتمع. على مستوى الفرد، يمكن أن يؤدي الدين إلى الهم والغم، وقد يدفع المدين إلى الحنث في اليمين أو الكذب أو الخلف في الوعد. أما على مستوى المجتمع، فيؤدي الدين إلى توزيع غير عادل للثروة والاتكالية وترك الاعتماد على الذات.
ومن فضائل قضاء الدين عن العباد، أنه يدخل السرور إلى نفوس المسلمين. فمن خلال قضاء الدين، يذهب عن المدين هموم قلبه ويرفع عنه ذل النفس أمام الدائن ويفرج عنه كربته.
وفي النهاية، نذكر أن قضاء الدين عن العباد هو عمل صالح يدخل السرور إلى نفوس المسلمين ويرفع عنهم الهموم والغموم.