عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي، المعروف بالأوزاعي، هو أحد كبار علماء الحديث والفقه في القرن الثاني الهجري. ولد الأوزاعي في قرية بعلبك بلبنان عام 88 هـ (706 م)، وتربى يتيمًا على يد أمه. استقر الأوزاعي في دمشق، حيث برع في تفسير القرآن الكريم، وحفظ الحديث، والأخبار، والمغازي.
كان الأوزاعي صاحب مذهب ساد في الشام لفترة من الزمن، لكنه ضعف انتشاره لاحقًا بسبب انتشار المذهبين المالكية والشافعية. اتسمت فتاوى الأوزاعي بالالتزام بالنصوص الصحيحة من القرآن والسنة. توفي الأوزاعي في بيروت عام 157 هـ (773 م).
يعد الأوزاعي من رواة الحديث المشهورين، وقد روى عنه العديد من العلماء المشهورين مثل الزهري، وأبي الزناد، وعبد الرحمن الأعرج. من أشهر أحاديثه ما رواه عن أبي هريرة رضي الله عنه، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لم تحل الغنائم لقوم سود الرؤوس قبلكم، كانت تنزل النار من السماء فتأكلها".
كان الأوزاعي فقيهًا بارزًا في عصره، وله كتابان في الفقه هما "السنن" و"المسائل". تضمن كتاب "المسائل" الفتاوى التي أفتى بها الأوزاعي. يعتبر الأوزاعي أحد فقهاء المدينة السبعة في عصر التابعين على أحد الأقوال الثلاثة في السابع منهم.
بهذا نرى أن عبد الرحمن الأوزاعي كان شخصية بارزة في تاريخ الإسلام، ترك بصمة واضحة في مجالي الحديث والفقه.