الباب المشرّع للرضا الإلهي: شرح حديث 'إن في الجنة باباً يُدعى الريان...'.

في رحاب الحديث النبوي الشريف، هناك أبوابٌ إلى الجنان تفوق التصورات البشرية بسعتها وجمالها وبهرجتها. من هذه الأبواب العظيمة ما ورد ذكره في حديث رسول ال

في رحاب الحديث النبوي الشريف، هناك أبوابٌ إلى الجنان تفوق التصورات البشرية بسعتها وجمالها وبهرجتها. من هذه الأبواب العظيمة ما ورد ذكره في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ في الجنَّةِ باباً يُدعَى الرِّيانُ، مَنْ كادَ ليُحافظَ عَلَى الصلاةِ عندَ موقِعاتِها دخلَ منه، ولا يدخُل منه أحدٌ غَيْرَهُم." هذا الباب المعروف باسم الريان ليس مجرد مدخل جميل ومبارك؛ ولكنه رمز لارتفاع المرتبة الروحية لمن أدى فريضة الصلاة بإخلاص وثبات.

الصلاة هي عمود الدين، وهي التي تميز المسلم الحق عن غيره. إنها سلسلة متصلة بين الخالق والمخلوق، وعلى قدر اهتمام المرء بها تكون مكافأته وعلو درجاته يوم القيامة. يقول الرسول محمد صلى الله عليه وسلم: "بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة"، مما يوضح أهميتها الدينية والدنيوية معًا. إن الحفاظ على أداء الصلوات في مواقيتها يعد اختبارًا حقيقيًا للإيمان وتقدير عبادة رب العالمين. فمن حافظ عليها ستكون له شريحة واسعة من الرحمة الواسعة والسعادة الأبدية، وستكون بوابة الريان مفتوحة أمامه لعباده الذين رضاهم هو مقصد كل عمل صالح. وهذا يشجع المؤمنين جميعًا لممارسة هذا الفضل الغامر والمستمر.

والجدير بالذكر أيضًا أن الوعد بالنعيم المقيم للمؤدين لهذه الشعيرة المقدسة يأتي بعد تقديم تنازلات وإرادات قوية ضد نزغات النفس وخوض تحديات الحياة اليومية. فالرجل الذي يقوم بتنظيم وقت فراغه وصبره أمام الفتن بحكمة وحكمة -حتى عندما تنقطع عنه ضرائب الدنيا- سوف يستحق بالفعل دخول مثل هذه البوابة الرائعة ذات الثواب الجزيل. وعلى الرغم من كون طريق الهداية صعب في بعض الأحيان إلا أنه يصبح سهلاً وممتعاً إذا اعتبرناه سعياً نحو رضا الرب وطاعة أوامره عز وجل. لذلك دعونا نتعرض ونواجه بكل قوة نواقص قدرتنا الأرضية بينما نحلق عالياً باتجاه سعادتنا المستقبليّة عبر محبتنا والتزامنا بواجباتنا تجاه طاعتنا لله سبحانه وتعالى.


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات