في سؤال حول حكم الشخص الذي يتناول طعامًا أو مادة مفطرة بعد أذان الفجر لكن بدون قصد أو علم سابق بأنها قد تكون مخالفة لصيام رمضان، فقد اتفق العلماء على أن هذا النوع من الأفطار لا يفسد الصوم.
ويرجع هذا إلى شرطين أساسيين في تحديد المفطرات خلال شهر الصوم: العلم والحكم. أولاً، يجب أن يكون الإنسان على دراية بأنه يقوم بخطوة يمكن اعتبارها مفطراً. ثانياً، هذه الخطوة يجب أن تتم بوعي وبتعمد. وبالتالي، فإن تناول طعام أو مشروب بعد الأذان دون العلم بذلك أو دون قصد واضح يُعتبر حالة خاصة ليست ضمن الشروط الثلاثة التي ذكرها الفقهاء والتي تشمل الاعتقاد والعمد والمعرفة.
ومن أمثلة الجهل هنا: شخص يؤدي إفطارَه معتقداً أنه مازالت ليلاً عندما كان بالفعل نهاراً. مثال آخر هو شخص يتجاهل معرفته بإمكانية كون بعض الأعمال مثل الحجامة مفطرة خلال ساعات البيوتر. وفي كلتا الحالتين، لعدم وجود الوعي اللازم عند ارتكاب العمل، يبقى الصيام صالحاً شرعاً وفق أغلبية آراء العلماء.
أما بالنسبة لحالة التفكير بالإفطار أثناء انتظار إعلان يوم جديد، فتختلف الآراء بين فقهاء المسلمين. البعض يرى عدم وجوب القضاء لما يفوق مجرد الأفطار الناسي أو الغير مُتَعَمد. ومع ذلك، هناك رأي أكثر انتشاراً يشير إلى ضرورة أداء أيام أخرى عوضاً عن اليوم المخالف نتيجة الشك بشأن موعد بداية النهار.
وفيما يتعلق بصيام النفل أو الاختياري، فإن الأمر مختلف قليلاً. إن المواظبين على الصيام خارج حدود الواجب عليهم الامتناع تماماً عن جميع المحرمات منذ بدء فترة الصباح الأولى بناءً على توقيت العالم الطبيعي وليس فقط الاعتماد على الإعلانات الصوتية. لذا، فإن الانخراط في أعمال تنتهك صيام الطاعات اختيارياً لن يتم قبوله قضائياً إلا إذا حدث خلال الليل كما تم تعريفها بيولوجياً. وهذا يخضع لفهم معنى "الإمساك".
هذه الرؤى القانونية تعتبر جزء هاماً من فهم الدين الإسلامي وتطبيق روح الأخلاق والقوانين الإسلامية بشكل عام وممارسة شعائر رمضان خصوصاً.