يعتبر مفهوم "الرجاء" أحد أهم المفاهيم الدينية التي تؤكد إيمان المسلم وثقته برحمته سبحانه وتعالى. ويتمثل الرجاء الحقيقي في الجمع بين العمل والأمل الخيري, مما يؤدي لتحقيق الرجاوة والفوز برضا الله. وهناك عدة عوامل أساسية تساهم بشكل فعال في الوصول لتلك الحالة الروحية العالية وهي:

1. الإيمان والإدراك: إن الفهم العميق لأسمى صفاته الربانية وأفعاله تجاه عباده يساعد الإنسان على بناء أساس متين للرجاء والثقة العمياء بالرحمن. كما يشجع هذا الاعتقاد على التأمل والتخطيط للحياة الدنيا والأخرى. يقول تعالى: "(إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمة الله والله غفور رحيم)".

1. الهجرة لله: تعد الرحلة نحو حياة جديدة مليئة بالتزامات دينيه ومبادئ اخلاقية جزءا اساسيا من عملية تطوير الذات وفعل الطاعات. وتتمثل هذه الخطوه الاولى في الهروب البدني والمعنوي من بيئات الضلال والتبعية للعادات المجتمعية المتناقضة مع التعاليم الانسانية السامية. وبالتالي فإن الانتقال الجسدي والمادي ليس كافيًا بدون وجود تغيير داخلي عميق للتخلص من اي شكل آخر من أشكال الوثنية الاخرى داخل النفوس البشرية.

1. الجهاد الداخلي والخارجي: يعد الجهاد ذاته درباً مقدساً لكسب رضا وخلاص النفس وذلك عبر تنفيذ التعليمات الالهية وصرف انتباه المرء بعيدا عن الشهوات والحراميات. بالإضافة لذلك يمكن ان يكون للجهاد الخارجي اثر كبير عند مقاومة العدوان ضد الدين الاسلامي والقضاء علي المخاطر التي تهدد انتشار رسالته النبيلة وحماية حرماتها المقدسة سواء بالإمكانات المالية أم الجهد الشخصي المتاح أمام الفرد.

ومن الجدير ذكره هنا انه فقط بإتباع طرق تحقيق الرجاوة بصبر وعزيمة صادقتين سيستطيع المؤمنون الحصول حقائق رجائهم الكبير يوم القيامة ولرب العالميين جل وعلى!