أبو الحسن الأشعري، الإمام علي بن إسماعيل بن أبي بشر إسحاق بن سالم، هو أحد أبرز الشخصيات في تاريخ الفكر الإسلامي. ولد في البصرة عام 260 هـ (873-874 م)، وهو من نسل أبي موسى الأشعري، صحابي جليل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.

كان أبو الحسن الأشعري ذكيًا وفطنًا، مما ساعده على التعمق في العلوم المختلفة. بدأ حياته الفكرية كمتكلم معتزلي، حيث تلقى علومه على يد أبي علي الجبائي، شيخ المعتزلة في عصره. ومع ذلك، بعد فترة من التأمل والتفكر، انفصل عن المعتزلة وبدأ في تطوير منهجه الخاص.

يُعتبر أبو الحسن الأشعري مؤسس المدرسة الأشعرية في العقيدة، والتي تعتمد على الجمع بين النقل والعقل. وقد برزت هذه المدرسة كرد فعل على انتشار الفلسفة والمعتزلة، الذين كانوا يقدمون نتاجات عقولهم على النص الشرعي.

يُعد أبو الحسن الأشعري صاحب الأصول في زمانه، حيث قام بنصرة مذهب أهل السنة والجماعة. وقد بلغت شهرته مبلغًا عظيمًا، حتى أن الإمام الباقلاني قال إن غاية ما يمكن أن يُدركه هو فهم كلام الإمام الأشعري.

المذهب الأشعري هو المذهب الذي تعود نسبته إلى أبو الحسن الأشعري، وأتباعه هم جمهور أهل السنة والجماعة. يعتمد هذا المذهب على أصول القرآن الكريم والسنّة النبوية في المسائل العقدية، مع بعض التفاصيل الكلامية التي لا تعدو عن كونها مسائل اجتهاديّة.

وقد لقي منهج الأشاعرة قبولًا واسعًا بين علماء المسلمين من مختلف المذاهب، بما في ذلك الحنفيّة والشافعيّة والمالكيّة، بالإضافة إلى طائفة من الحنابلة.

بهذا، يُعتبر أبو الحسن الأشعري شخصية بارزة في تاريخ الفكر الإسلامي، حيث أسس مدرسة فكرية مهمة ساهمت في توضيح وتوضيح العقيدة الإسلامية.