التكفير عن الذنوب هو رحمة إلهية منحها الله عز وجل لعبد طائش قد ضل الطريق. وفي هذا السياق، نستعرض أهم الأدعية والأفعال التي تساعد المسلمين على تحقيق المغفرة الإلهية وتحقيق حالة من التطهير الروحي.
ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاء جميل يشمل هذا الهدف النبيل، يقول فيه: "اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقني من ذنوبي كما ينقي الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسلني من ذنوبي بالماء والثلج والبرد".
ومن أبرز وسائل التكفير عن الذنوب ما يلي: التوبة النصوحة، والتي تعد السبب الأكثر اتفاقاً بين علماء الدين الإسلامي. الاستغفار المستمر، والذي يعد أحد الأعمال المحمدية لتكفير الخطايا. الدعاء المشترك بين المسلمين لصالح الآخرين، خاصة أثناء الجنازات. بالإضافة إلى ذلك، العمل الصالح مثل صدقة المال، تحرير رقاب العبيد، الحج، وغيرها الكثير- هذه جميعها تعتبر طرق مؤيدة علمياً لنزع العقوبات عن النفس.
كما يمكن للرسول محمد -عليه السلام- والشهداء والصالحين الشفاعة للمذنبين يوم القيامة. كذلك فإن فتنة القبر وضغطاته المخيفة لها دور كبير في دفع الإنسان لحثيث للتوجه نحو الرحمة الربانية. والعبرة هنا ليست فقط بالنار والجحيم ولكن أيضا بالأهوال والكروب التي ستواجه الفرد خلال تلك الفترة الحرجة من الحياة الآخرة.
إن مغفرة الله وطول عفوه بلا مقابل هي هداية عظيمة لنا ولجميع خلقه. لذلك فالمداومة على ذكر الله واستغفره وحسن التسبيح والصلاة على النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- إضافة إلى المواظبة على نوافل الصوم كالصيام يوم الاثنين والخميس وصيام ثلاثة أيام كل شهر؛ كل هذه عوامل مساعدة لإزالة آثار الذنوب القديمة.
ولا ينسى المسلم أيضاً أهمية القرآن الكريم وقراءته بتمعن وفهم عميق لبرامجه التدبيرية السامية. وليس ثمة طريقة أبسط وأكثر فعالية لتحقيق الرضا الإلهي سوى توحيده وتعظيم مكانته وتعالي قدرته على إدراك حتى أصغر تفاصيل حياتنا اليومية. إن الامتناع عن الوقوع فيما يُعتبر كبيرة من الذنوب وإقامة الوضوء والسعي لحضور الصلوات الجماعية وممارسة أعمال البر والخير بشكل عام وكل أنواع المصائب التي تنزل بالإنسان نتيجة ارتكابه للخطيئة...كل هذه أمور واضحة تدل على كيفية الوصول للحظوة لدى رب العالمين بما فيها شهر رمضان المبارك بكل معانيه الخاصة وبخاصة قيادة الليل بنوافله المقدسة.
وأخيراً وليس آخراً، هناك نوع خاص جدًّا من الذنوب يعرف بذنب السر أو خلوة الشخص بمذنبته بدون اكتراث لوجود شهودٍ آخرين مما يؤدي لفقداني شعوره بالتواضع أمام مخالق الطبيعة الظاهرة لهم ومعرفة تقديس الأنفس الإنسانية الأخرى له بينما يشعر بحالة عدم انتباه الخالق للأفعال المنكرة داخل قلبه وحد ذاته! وهذه الحالة تستوجب طلب الغفران مباشرة بوسيلة التواصل الأولى للإنسان "الدعاء" فهو مفتاح حل كل مشكلة وهو الحل الوحيد لمنع ظهور نفس الانسان لممكنات الشر. ومن ثم يتم مكافحة قوة النفس الضارة عبر حملها تحت سقف الطاعة لله وكأن العين البشرية كامنة خلف الأبواب لرؤية تصرفاتها الغير مراعية لأوامره جل جلاله وعدم اندراج الذات ضمن حسابات عدوانيات خارج الأرض إذ سيظهر مفاجئا عند وقت المفاجئة ليقتنص روح صاحبها وهو غير مستعد لدخول عالم الآخرة بفراشه المعتاد."