تميز مياه زمزم بمواصفات مميزة جعلتها مصدراً للشفاء والاستشفاء منذ القدم حتى يومنا هذا. تمت دراسة هذه التركيبة بشكل دقيق وأكدت التجارب أنها تتمتع بثبات وجودة عالية رغم مرور الزمان. فهي مصدر مستدام للماء الصالح للشرب، مما يشهد عليه عدم تجفيفها خلال فترات الجفاف الطويلة.
على المستوى الكيميائي، تحتوي مياه زمزم على مجموعة متنوعة ومتوازنة من الأملاح والمعادن الضرورية للجسم. وعلى الرغم من اختلاف نسب هذه العناصر قليلاً حسب الموسم والظروف المناخية، إلا أنها تبقى ضمن الحدود الصحية الآمنة. تشمل قائمة المعادن الرئيسية الموجودة في مياه زمزم: الكالسيوم، المغنيسيوم، الصوديوم، بوتاسيوم، زنكيك، وبروميد، وكلها تلعب دوراً حيوياً في عمليات جسم الإنسان المختلفة بدءاً من بناء العظام وتحسين وظائف الأعصاب وانتهاءً بتنظيم ضغط الدم وحركة الأمعاء.
ومن الناحية الحسية، يتميز مياه زمزم بطعم ولون ونكهة خاصة تفارق الماء التقليدي، وهو الأمر المرصود لدى معظم الذين جربوها لأول مرة. يمكن وصف طعمها بأنه "مر" قليلاً بسبب ارتفاع مستوى الكبريتات وثاني أكسيد الكربون فيها، مما يساهم في خواصها المضادة للحموضة والدورة الدموية المساعدة في عملية الهضم.
بالإضافة لذلك، تمتاز مياه زمزم بانخفاض محتواها من مواد مذابة مجانية (TDS) مقارنة ببعض الأنواع الأخرى من المياه المعدنية المنتجة صناعياً والتي قد تحتوي على معدلات أعلى بكثير مما هو موجود في مياه زمزم. تعتبر مقاومة الترسبات والحفاظ على نظافة شبكة نقل المياه أحد مزايا تلك الخاصية.
وفي سياق آخر، سلطت الدراسات الحديثة الضوء على دور مياه زمزم المحتمل في تأثيراتها الإيجابية المحتملة على الجهاز المناعي وصحة الجلد والشعر نظرًا لإمكانيتها المرتفعة نسبيًا فيما يتعلق بإنتاج مضادات الأكسدة القادرة على مواجهة التأثيرات الجذرية الحرّة المفيدة ضد الشيخوخة والالتهاب والتدهور الخلوي.
هذه الخصائص المذهلة لمياه زمزم تساهم بشكل كبير في فهم سبب اعتقاد الكثيرين حول كون لديها قدرة علاجية خاصة تستحق المزيد من البحث العلمي المتخصص لفهم مدى تأثيرها الإيجابي المحتمل على الصحة العامة للإنسان.
